responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 187

و النظر إلى وجه اللّٰه ذي الجلال و الإكرام، و السعداء في الوصول الىٰ نيل هذه الثمرة على مراتب متفاوتة، فالأُولى مرتبة من اوتي الكمال في حدس القوّة النظريّة حتّى استغنى عن معلّم بشري رأساً، و أُوتي مع ذلك ثبات قوّة المتفكّرة و استقامة وهمه منقاداً تحت قلم العقل، فلا يلتفت إلى العالم المحسوس بما فيه حتّى يشاهد عالم المعقول بما فيه من الأحوال و يستثبتها في اليقظة، فيصير العالم و ما يجري فيه متمثّلًا في نفسه، فيكون لقوّته النفسانيّة أن يؤثّر في عالم الطبيعة حتّى ينتهي إلى درجة النفوس السماويّة، و تلك هي النفوس القدسيّة أُولات المعارج، و هم السابقون السابقون أُولئك المقرّبون، و هم أفضل نوع البشري و أحقّه على درجات السعادة في الجنّة [1]. و بالجملة مراتب الناس في الفهم و التمييز مختلفة، و مدار فيضان العلم و الحكمة علىٰ طهارة النفس و صفائها و ذكائها و كمالها في نفسها، سواء في ذلك الصغير و الكبير، فجاز عقلًا أن ينال الصبيّ مرتبة النبوّة و الإمامة، كما ثبتت نبوّة يحيى بالكتاب و إمامة الجواد و القائم (عليهما السلام) بالسنّة المتواترة القاطعة في حدّ الصبا. و قد ذكر الشيخ الفاضل تقي الدين الحسن بن داود أنّ صاحبه و رفيقه السيّد غياث الدين بن طاوس اشتغل بالكتابة و استغنى عن المعلّم و عمره أربع سنين [2].

و عن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال: رأيت صبيّاً ابن أربع سنين قد حُمل إلى المأمون و قد قرأ القرآن و نظر في الرأي، غير أنّه إذا جاع بكى. و إذا ثبت أنّ غير المعصوم يصير صاحب الرأي ناظراً فيه، مجتهداً فقيهاً غنيّاً عن المعلّم و عمره أربع سنين، فما ظنّك بالمعصوم و من نفسه قدسية و علومه لدنيّة و معه ملك يؤيّده و يسدّده؟ هذا ما عندنا في جواب مسألتك هذه و العلم عند اللّٰه و عند أهله، و السلام.

[تحقيق حول الحديث النبوي: «ولد الزنا شرّ الثلاثة»]

قال الصدوق في معاني الأخبار: «حدّثنا علي بن أحمد بن موسى رضى الله عنه، قال:


[1] شرح نهج البلاغة 2: 277.

[2] رجال ابن داود: 227 228.

نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست