responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 165

الرسول الصادق (عليه السلام): إنّ اللّٰه يحبّ العبد و يبغض عمله، و يحبّ العمل و يبغض بدنه» [1]

و فهمه ثمّ تطبيقه يحتاج إلى التأمّل.

[تحقيق حول الجواب عن استدلال الشافعي على حليّة الشبابة]

استدلّ الشافعي برواية عبد اللّٰه بن عمر: أنّ سيّدنا رسول اللّٰه (صلى الله عليه و آله) مرّ براعٍ و هو يزمر بزمارة كانت معه، فسدّ اذنيه بإصبعيه و لا برح يسأله عن صوتها هل انقطع أم لا، فلمّا أخبره بانقطاعه أرسل يديه. على تحليل الشبابة بأنّ سماعها لو كان حراماً لكان يأمر ابن عمر بسدّ اذنيه؛ لأنّه لا يأمر أحداً على فعل حرام أو سماع حرام بحضرته، فلمّا أمره بذلك و لم يأمره بسدّهما دلّ علىٰ أنّ سماعها مكروه لا حرام، و سيّدنا رسول اللّٰه (صلى الله عليه و آله) كان يتنزه عن المكروهات تنزّه غيره عن المحرّمات. و أُجيب بأنّ ليس مطلق الصوت الصادر عن الآلات محرّماً، بل المشتمل على الطرب الموجب للذّة الإنسان و لهوه حرام عملًا بالدوران، فجاز أن يعلم من ابن عمر عدم لذّته بما يسمعه من ذلك الصوت، فلا يكون فرقاً بينه و بين نعيق الغراب و شبهه من الأصوات التي لا توجب لذّة و لا لهواً، و أيضاً جاز أن يكون ابن عمر عرف سكون الصوت بغير السماع فسأله النبيّ (صلى الله عليه و آله): هل انقطع صوته؟ إمّا بوضع الشبابة عن فيه أو بغير ذلك. أقول: حاصل الجواب الأوّل يؤول إلى أنّ هذه اللذّة لمّا كانت روحانيّة كان تأثيرات الصنعة الموسيقيّة بجملتها كذلك و هذا منها، و كان تأثير النفس منها مشروطاً بسلامتها و صحّة المزاج كما أشار إليه بعض الحكماء بقوله: من لم يستلذّ بوجه صبيح و صوت مليح فهو فاسد المزاج و يحتاج إلى العلاج، فكلّما كانت النفس أجرد و أسلم و المزاج أصحّ و أعدل كان الالتذاذ أتمّ و أكثر و الاحتظاظ أكمل و أوفر، و إذا انعكس انعكس، فجاز أن يكون ابن عمر لسوء مزاجه و فساد


[1] نهج البلاغة: 216 برقم: 154.

نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست