responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 134

و يحتمل أن يكون السين للمبالغة و التأكيد لا للتسويف و التأخير، فتأمّل.

[تحقيق حول حديث «المؤمن يأكل في معاء واحد»]

قال سيّد البشر على ما أُورد عنه في الخبر: «المؤمن يأكل في معاء واحد، و الكافر يأكل في سبعة أمعاء» [1]. أقول: لمّا كانت القوى المدركة الحيوانيّة سبعة، خمسة منها ظاهرة و الإثنتان منها و هما: الحسّ المشترك المدرك للصور، و الوهم المدرك للمعاني؛ لأنّ الخيال و المتخيّلة و الحافظة ليست من القوى المدركة بل هي من أعوانها باطنتان، و كان الكافر لغلبة هواه على عقله «أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلٰهَهُ هَوٰاهُ» [2] مطيعاً لتلك القوى السبعة، و محصّلًا مشتهياتها الفانية و مقتضياتها الدانية، كان يأكل في تلك الأمعاء السبعة و ينتفع بها، و هي بعينها هي التي يفضي به إلى نار جهنّم التي لها سبعة أبواب، لكلّ باب منها جزء مقسوم. و أمّا المؤمن، فلمّا قهر هواه و سلب مناه، و بعث قواه علىٰ ملازمة الطاعات و مجانبة المنهيّات، و جعلها بالرياضات و المجاهدات مطيعة و منقادة تحت قلم العقل في تناول العلوم الحقيقيّة و الأخلاق المرضيّة المؤدّية إلى السعادات الباقية الأبديّة، كان يأكل في هذا المعاء الواحد، فالمراد بالأكل مطلق الانتفاع و هو متعارف، يقال: فلان يأكل مال اليتيم، يعنون به أنّه يستعمله و يأخذه و ينتفع به و لا يجتنبه لا أنّه يأكله حقيقة. أو يقال: إنّه مثلٌ ضربه للمؤمن و زهده في الدنيا، و الكافر و حرصه عليها، و ليس معناه كثرة الأكل دون الاتّساع في الدنيا، فيكون إشارة الىٰ أنّ المؤمن قليل الانتفاع منها، و الكافر كثير الانتفاع منها؛ لأنّها سجن المؤمن و جنّة الكافر، فإنّه لكونه مراقباً لأحواله و مجانباً عمّا يضرّه في مآله كان مقيّداً مطلقاً مضيّقاً عليه رزقه و ما ينتفع به في دنياه لمراعاته آخرته و عقباه، و ذلك بخلاف الكافر فإنّه مطلق مطلقاً لا قيد له أصلًا.


[1] عوالي اللئالي 1: 144 ح 69.

[2] الجاثية: 23.

نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست