نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الشيخ الخواجوئي جلد : 1 صفحه : 123
الثالث و الخمسون: استحباب إعتاق العبد إذا علم كونه من أهل الجنّة، تأمّل فيه.
الرابع و الخمسون: جواز إخبار غير المعصوم بأنّه من أهل الجنّة، و إن أمكن عنه صدور صغيرة أو كبيرة، فيدلّ على عدم قبحه خلافاً لأكثر المعتزلة، و قد ذكرنا وجهه و ما فيه من الكلام و الأخبار الدالّة عليه في رسائلنا فليطلب من هناك، و هو الخامس و الخمسون. ثمّ إنّ الفطن العارف إذا تأمّل فيه تأمّلًا صادقاً يظهر له منه أُموراً أُخر تركناها امتحاناً للأذهان الثاقبة و تشحيذاً للأفكار الصائبة، فخذ الفطانة بيدك و كن من المستيقظين، و الحمد للّٰه ربّ العالمين و الصلاة على سيّدنا محمّد و آله المعصومين.
[تحقيق حول حديث «ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك»]
في الخصال للصدوق عن أبي عبد اللّٰه الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) «قال: قال رسول اللّٰه (صلى الله عليه و آله): ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك: السفلة، و الزوجة، و المملوك» [1].
أقول: في نهاية ابن الأثير: أصل الظلم الجور و مجاوزة الحدّ [2] و لعلّه أشار بذلك الىٰ ما قيل: إنّ الظلم هو التعدّي عن حدود اللّٰه كما يفهم من قوله تعالى: «وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّٰهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ»[3] و قيل: أصله انتقاض الحقّ، و قيل: وضع الشيء في غير موضعه من قولهم: من أشبه أباه فما ظلم، أي: فما وضع الشبه في غير موضعه، كذا في مجمع البيان. و في نهاية ابن الأثير: السفلة بفتح السين و كسر الفاء السقاط من الناس، ثمّ قال: و بعض العرب يخفّف فيقول: فلان من سفلة الناس، فينقل كسرة الفاء إلى السين [4]. و يظهر من بعض الأخبار: أنّ السفلة من لا يبالي ما قال و ما قيل له.
[1] الخصال: 86 ح 15 و فيه: «السفلة، و زوجتك، و خادمك».