نام کتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة نویسنده : الفتلاوي، مهدي حمد جلد : 1 صفحه : 64
علي عليه السّلام و من قاتل معه، و لكننا نحمل الروايات التي طبقتها عليه على نحو المثال و التقريب في ضوء قاعدة الجري و الانطباق [1] ، التي تعني ان القرآن يجري على آخر الامة كما جرى على أولها، و لكنها لا تنطبق على تلك الحوادث التي عاصرها الامام علي عليه السّلام في خلافته تمام الانطباق بالمعنى العلمي الحقيقي لتفسيرها و ذلك لاسباب ثلاثة:
*ان قوله: فَسَوْفَ يَأْتِي اَللََّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ يشعر بأن القوم المأتي بهم بدلا من المرتدين لم يكونوا من الموجودين في عصر النزول، فلا تنطبق على الإمام علي عليه السّلام و انصاره في المعارك الثلاثة لأنهم كانوا من الموجودين في عصر النزول.
*ان تورط المؤمنين بحالة الارتداد عن الولاية الإلهية سببه موالاتهم لليهود و النصارى سياسيا، و الثابت تاريخيا أن لا علاقة للفئات الثلاثة التي خاصمت عليا عليه السّلام و نكثت بيعته باليهود و النصارى.
*و لا ريب بأنّ عليّا عليه السّلام أفضل مصداق لقوله فَسَوْفَ يَأْتِي اَللََّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ و لكن الشأن في انطباق الآية على عامة من قاتل معه أهل الجمل و صفين و قد غير و بدل و انحرف بعد ذلك كثير منهم، بينما وقع قوله:
يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ على عمومه بدون استثناء.
سؤال وجيه
قد يقال: كيف إذن ينطبق قوله: يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ على قوم سلمان في مجتمع و زمان تملأ الأرض فيه ظلما و جورا و فسادا و ضلالا؟فهل يوفقون كلّهم للتوبة و العصمة بحيث يكونوا دائما ملازمين لطاعة الله و يكون
[1] و هي من جملة قواعد تفسير القرآن التي وضعها الامام جعفر بن محمد الصادق عليهما السّلام.
نام کتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة نویسنده : الفتلاوي، مهدي حمد جلد : 1 صفحه : 64