نام کتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة نویسنده : الفتلاوي، مهدي حمد جلد : 1 صفحه : 26
مبدأ اتباع سنن الماضين
قال الجرجاني في التعريفات: السنة في اللغة الطريقة المتبعة مرضية كانت أو غير مرضية. و جمعها سنن و يطلق عليها ايضا المثال المتبع، و قد ورد كلا التعبيرين في القرآن الكريم قال اللّه تعالى: سُنَّةَ اَللََّهِ فِي اَلَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اَللََّهِ تَبْدِيلاً[1] و قال تعالى: فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاََّ مِثْلَ أَيََّامِ اَلَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ[2] .
و من هنا يتضح أن مبدأ اتباع سنن الماضين يستهدف وضع تجارب الرسالات و الأمم السابقة-في هداها و ضلالها و في انتصاراتها و هزائمها-بين يدي الامم اللاحقة لتستلهم منها العظات و التجارب و العبر، حتى لا تقع بالأخطاء و الانحرافات العقائدية و السياسية و الحضارية نفسها التي وقعت بها الأمم السابقة، و يمكن أن يستوحى هذا الهدف الرباني من هذا المبدأ من قوله تعالى: قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي اَلْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كََانَ عََاقِبَةُ اَلْمُكَذِّبِينَ `هََذََا بَيََانٌ لِلنََّاسِ وَ هُدىً وَ مَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ[3] .
و في ضوء تجارب الماضين تتمكن الطليعة المجاهدة من الأمم اللاحقة من وضع مسار حركتها الرسالية في الخطّ الرباني المستقيم الذي يجنبها السقوط في مهاوي الانحراف و سبل الضلال، فتعمها مباديء العدل الإلهي سياسيا و اجتماعيا في الدنيا و تفوز برضى اللّه تعالى في الآخرة.
و تشعر النصوص القرآنية و النبوية-التي تعرضت لهذا المبدأ-بحتمية مرور الأمة الاسلامية بنفس التجارب التي مرت بها الامم السابقة، في