لقيت الأحاديث الشريفة اهتماماً بالغاً من قِبَل الرواة و المحدثين، فتناقلوها يداً عن يد و صدراً عن صدر؛ و ذلك لما تحظىٰ به من أهمّية بالغة و لما لها من وظيفة مهمة في نقل سنّة المعصومين (عليهم السلام) و حكايتها.
لقد سعىٰ مؤلّفو الكتب الحديثية و اجتهدوا في جمع تعاليم النبيّ الأكرم (صلى الله عليه و آله) و أهل بيته (عليهم السلام) بأمانة تامّة، و تدوينها على أساس تبويبٍ جيّد و مناسب.
و تأتي الأسانيد أيضاً في هذا المضمار لتأخذ موقعها في هذه التأليفات، و ذلك لِما تنطوي عليه هي كذلك من أهمّية بالغة، باعتبارها الطريق الموصل إلى نصوص الأحاديث؛ و من هنا نجد المحدّثين قد سعَوا إلى نقل هذه الأسانيد في مؤلّفاتهم بدقّة متناهية من خلال ذكر أسماء الرواة في سلسلة سنديّة متكاملة.
لقد انتهجت عملية نقل الأسانيد منهجاً ذا اسس و قواعد خاصّة، إلّا أنّ أغلبها لم يُذكَر بصورة تفصيليّة في كتب قواعد الحديث و الدراية،؛ لكنّ المحدّثين القدامىٰ كانوا خبيرين بهذه القواعد، و قد التزموا بها عادةً في تأليفاتهم و نقولاتهم.
و أمّا اليوم فتقع هذه المهمّة على عاتق الجيل الحالي من المحقّقين الذين ينبغي ان ينهضوا بهذه المهمة من خلال استخراج هذه القواعد و تنقيحها، لِما لَها من أهمّية بالغة في الوصول إلى الفهم الدقيق لمفاد الأسانيد.
و من أجل ذلك قام الاستاذ المحقّق حجّة الإسلام و المسلمين الحاج السيّد محمّد جواد الشبيري بحمل أعباء هذه المهمّة و توصّل بعد سنوات من البحث و التتبّع إلىٰ