و تباشر الوحش المثار أمامهم * * * أن سوف يكثر شربه و المطعم
طمعت أميّة حين قلّ عديدهم * * * لطليقهم في الفتح أن يستسلموا
و رجوا مذلّتهم فقلن رماحهم * * * من دون ذلك أن تنال الأنجم
وقع العذاب على جيوش أميّة * * * من باسل هو في الوقائع معلم [1]
ما راعهم الّا تقحّم ضيغم [2] * * * غير ان يعجم لفظه و يدمدم [3]
عبست وجوه القوم خوف الموت * * * و العباس فيهم ضاحك يتبسّم
قلب اليمين على الشمال و غاص في * * * الأوساط يحصد للرؤوس و يحطم
و ثنى أبو الفضل الفوارس نكصّا * * * فراوا أشدّ ثباتهم أن يهزموا
[1] هذا الشعر إشارة الى ربيعة بن مكدم المعروف بحامي الظعن حيّا و ميّتا، عرض له فرسان من بني سليم و معه ظعائن من أهله يحميهم وحده و كان شجاعا مشهورا فاصيب بسهم فنصب رمحه في الارض و اعتمد عليه و هو ثابت في سرجه لم يزل و لم يمل و أشار الى الظعائن بالرواح فسرن حتى بلغن بيوت الحيّ و بنو سليم قيام ازاءه لا يقدمون عليه، و يظنونه حيّا، و المراد هنا في القصيدة هو أبو الفضل العباس عليه السّلام. (منه رحمه اللّه)