responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل نویسنده : الميلاني، السيد هاشم    جلد : 1  صفحه : 294

القرص و لا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطانا و حولي بطون غرثى‌ [1] و اكباد حرّى‌ [2].

أ أقنع من نفسي بان يقال: هذا أمير المؤمنين و لا أشاركهم في مكاره الدهر أو اكون أسوة لهم في جشوبة [3] العيش، فما خلقت ليشغلني اكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همّها علفها ... [4]

(1) فالمتتبع لخطبه و كلماته عليه السّلام سيعلم علم اليقين كثرة زهده و عدم اعتنائه لزخارف الدنيا.

روى الشيخ المفيد انّه: لما توجّه أمير المؤمنين عليه السّلام الى البصرة نزل الربذة فلقيه بها آخر الحاج، فاجتمعوا ليسمعوا من كلامه و هو في خبائه قال ابن عباس: فأتيته فوجدته يخصف نعلا فقلت له: نحن الى ان تصلح أمرنا أحوج منّا الى ما تصنع، فلم يكلمني حتى فرغ من نعله ثم ضمّها الى صاحبتها و قال لي: قوّمهما.

فقلت: ليس لهما قيمة، قال: على ذاك، قلت كسر درهم، قال: و اللّه لهما أحب الي من أمركم هذا الّا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا [5].

(2) و من كلماته لابن عباس التي الجدير بها أن تكتب بالذهب هي قوله: أمّا بعد فانّ المرء قد يسرّه درك ما لم يكن ليفوته و يسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه، فليكن سرورك بما نلت من آخرتك، و ليكن أسفك على ما فاتك منها، و ما نلت من دنياك فلا تكثر به فرحا، و ما فاتك منها فلا تأس عليه جزعا، و ليكن همّك فيما بعد الموت‌ [6].

و بالجملة، مطالعة هذه المواعظ تكفينا للزهد في الدنيا و هي خير معين عليه.


[1] بطون غرثي: أي جائعة.

[2] اكباد حرّى: مؤنث حران، أي عطشان.

[3] الجشوبة: الخشونة.

[4] نهج البلاغة، الكتاب رقم 45، الى عثمان بن حنيف الانصاري.

[5] الارشاد، ص 132

[6] نهج البلاغة، الكتاب رقم 22.

نام کتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل نویسنده : الميلاني، السيد هاشم    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست