الفصل السّابع [2] في اجتماع أبي محمد الحسن السّبط بمعاوية: و عتبة بن أبي سفيان و عمرو بن العاص، و المغيرة بن شعبة، و الوليد بن عقبة بن أبي معيط [3]، و أبي الأعور السّلمي:
قال ... [4] إن هؤلاء قالوا لمعاوية نريد منك أن تطلب الحسن (عليه السّلام) لعلنا نحاججه و نوبخه، ثمّ نطالبه بدم عثمان رضى اللّه عنه.
فقال بئس الرأي ما قد أضمرتم عليه، إني أخاف أن لا تنتصفوا منه في محجتكم ثمّ تفشلون من توبيخه لكم فيشركني معكم، و اللّه إني أعلم به منكم، ألستم تعلمون أنه من أهل بيت النبوة الذين ألهمهم اللّه تعالى سرعة الجواب القاطع الذي أقطع من السّيف الماضي.
قالوا: لا بد من طلبك إياه، و لا عليك بأس، فإنا قد استعدينا له بوجوه البحث.
فطلبه فلما حضر، قال له معاوية: يا أبا محمد، إن هؤلاء القوم لزموا علي باستحضارك ليحاجوك، فحاججهم بكل ما أمكنك، و لا تمنع نفسك منهم حياء و هيبة مني، فلا عليك بأس، فإني قد نصحتهم و أنا منهم بريء، فلا تشركني معهم.
فقال (عليه السّلام): لو علمت بذلك لأتيت بعددهم من آل بني عبد المطلب، و لكني لم أستوحش منهم، ثمّ قال (عليه السّلام): تكلموا أيها القوم بكل ما تريدون و لا تذخرون عما ... [5].
فقال عتبة: يا أبا محمد، إن أباك قتل عثمان، و شتت فرق الإسلام، و أهلك العباد، و خرب البلاد ظلما و عدوانا، فكفانا اللّه تعالى بمنه و كرمه فسلط أحد عباده على قتله، فعمرت البلاد، و أطمأنت قلوب العباد، ثمّ ساقك اللّه تعالى إلينا، و جعل أمرك بأيدينا، فلنا أن نقتلك في دم عثمان رضى اللّه عنه إذ لا