و كان رحمه الله مع كمال الفضل مقدسا منزها زاهدا ورعا.
سمعت ثقة يحكي عنه بحضرة جمع منهم: أنه لما اشتد الجوع و القحط في تلك المحاصرة كان رحمه الله مع جملة من رفقائه حصلوا رطلا أو مدا أو مدين من لحم الحمار بمبالغ كثيرة، فطبخوه و هو كان حاضرا عليه، فوازن نصيب كل من الرفقاء بنصيب الأخر بحيث لا يزيد و لا ينقص و كذا كال المرق بالملاعق كذلك فأطعم كلا نصيبه منها، و جعل نصيب نفسه[منها] [2] مؤخرا عن تلك النصائب [3] و أنقص منها إيثارا لهم على نفسه.
و مات قريبا من تلك الواقعة. جزاه الله خير الجزاء و جعله في سلك الأنبياء و الصلحاء و الشهداء.
و رأيت من مصنفاته" شرحه على خطبة الهمام "المروية [4] عن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة و الكافي في صفات المؤمن [5] ، و أجاد فيه كمال الاجادة.