نام کتاب : تبصرة المتعلمين في أحكام الدين نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 8
لنا و وجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك.
فطمأنه هولاكو و كتب فرمانا باسمه يطمئن فيه أهل الحلة و أعمالها. و عاد الشيخ و بيده عهد الأمان المطلوب، يضمن فيه السلطان سلامة أهل الحلة و الكوفة و المشهدين. [1]
كل هذا مما مرّ على شيخنا المترجم له و هو في سنّ الثامنة من عمره، و لا شك أنه سمع أنباء الوقعة ببغداد و أنها أتت على الأخضر و اليابس فسجل ذلك وقعا أليما في نفسه، و ان كان لم ينعكس من ذلك شيء في آثاره سوى هذا الذي ذكره في كتابه: كشف اليقين، و لكن لم يكن له ذلك و هو يعاصر سلطة أعقاب هولاكو.
دراساته العلمية
و بعد تعلمه القراءة و الكتابة و القرآن الكريم لدى الشيخ محرّم، تولّى تربيته العلمية والده الامام سديد الدين و خاله الشيخ نجم الدين المحقق الحلي صاحب (الشرائع) فتخرج عليهما في العربية و الفقه و الأصول و الدراية و الحديث و الكلام [2].
و حضر الشيخ الأعظم الخواجة نصير الدين محمد بن الحسن الطوسي (قدس اللّه روحه) فاجتمع عنده فقهاء الحلة لدى الفقيه الأكبر الشيخ نجم الدين جعفر و قال: من هؤلاء الجماعة؟
فقال: كلهم علماء فاضلون، ان كان أحدهم مبرّزا في فنّ كان الآخر مبرّزا في فنّ آخر. فقال: من أعلمهم بالأصولين أصول الفقه و العقائد؟ فأشار الشيخ نجم الدين الى الشيخ سديد الدين والد العلامة و إلى الفقيه مفيد الدين محمد بن الجهم و قال: هذان اعلم الجماعة بعلم الكلام و أصول الفقه [3].
و عاد الخواجة نصير الدين الطوسي من الحلة إلى بغداد و اصطحب معه العلامة الحلي فسأله في الطريق عن اثنتي عشرة مسألة من مشكلات العلوم. فلما سئل الطوسي عما شاهد في الحلة قال: رأيت خرّيتا ماهرا، و عالما إذا جاهد فاق. يقصد بالخريت الماهر: المحقق الحلي، و بالعالم: