خرج رجل في جوف الليل إلى ظهر الكوفة فإذا هو بشيء كهيئة العرش، و إذا حوله جمع قد أحدقوا به، قال: فكمن الرجل ينظر إليهم إذ جاء شيء حتى جلس على ذلك العرش، ثم قال-و الرجل يسمع: كيف لي بعروة بن المغيرة؟. فقام شخص من ذلك الجمع، فقال: أنا لك به، فقال: عليّ به الساعة، قال: فتوجّه نحو المدينة فمكث مليّا ثمّ جاء حتى وقف بين يديه، فقال: ليس لي بعروة بن المغيرة سبيل، فقال الذي على العرش: و لم، قال: لأنّه يقول كلاما حين يصبح و حين يمسي فليس لي إليه سبيل، قال: فتفرّق ذلك الجمع و انصرف الرجل إلى منزله، فلمّا أصبح غدا إلى الكناسة فاشترى جملا ثمّ مضى حتى أتى المدينة و لقى عروة بن المغيرة، فسأله عن الكلام الذي يقوله حين يصبح و حين يمسي و قصّ عليه الرجل القصّة، قال:
فإنّي أقول حين أصبح و حين أمسي: "آمنت باللّه و كفرت بالجبت و الطاغوت و استمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها و اللّه سميع عليم"، ثلاث مرّات. [1]
انتهى بحمد اللّه تعالى الجزء الأوّل من تاريخ النجف الأشرف، و يليه الجزء الثاني.