تحسبه مولى. قال: فعجل؟. قال: أحلاس الخيل. قال: فعبد القيس؟. قال: يطعمون الطعام و يضربون الهام. قال: فعنزة؟. قال: لا تلتقي بهم الشفتان لؤما. قال: فضبيعة أضجم؟. قال: جدعا و عقرا. قال: فأخبرني عن النساء. قال: النساء أربع: ربيع مربع، و جميع مجمع، و شيطان سمعمع، و غلّ لا يخلع. قال: فسّر. قال: أمّا الربيع المربع، فالتي إذا نظرت إليها سرّتك و إذا أقسمت عليها برّتك. و أمّا التي هي جميع مجمع، فالمرأة تتزوجها و لها نسب فيجتمع نسبها إلى نسبك. و أمّا الشيطان السمعمع، فالكالحة في وجهك إذا دخلت، المولولة في أثرك إذا خرجت. و أمّا الغلّ الذي لا يخلع فبنت عمّك السوداء القصيرة الفوهاء الدميمة التي قد نثرت لك بطنها، إن طلّقتها ضاع ولدك و إن أمسكتها فعلى جدع أنفك، قال المغيرة: بل أنفك.
قال: فما تقول في أميرك المغيرة بن شعبة؟. قال: أعور زان، فقال: الهيثم بن الأسود: فضّ اللّه فاك!ويلك إنّه الأمير المغيرة. قال: إنّها كلمة تقال، فانطلق به المغيرة إلى منزله و عنده يومئذ أربع نسوة و ستّون-أو سبعون-أمة، و قال: ويحك! هل يزني الحرّ و عنده مثل هؤلاء؟. ثمّ قال لهن: إرمين إليه بحليّكن، ففعلن، فخرج بملء كسائه ذهبا و فضّة. [1]
خالد القسري و أعرابي
أخرج ابن عساكر عن عمر بن الهيثم، قال:
بينما خالد بن عبد اللّه القسري بظهر الكوفة متنزّها إذ حضره أعرابي، فقال: يا أعرابي، أين تريد؟. قال: هذه القرية-يعني الكوفة-قال: و ماذا تحاول بها؟. قال:
قال ابن أبي الحديد-بعد إيراده هذا الخبر و خبر آخر تقدّمه: و إنّما أوردنا هذين الخبرين ليعلم السامع أنّ الخبر بزناه-أي المغيرة-كان شائعا مشهورا مستفيضا بين الناس، و لأنّهما يتضمّنان أدبا و كتابنا هذا موضوع للأدب.