أخرج ابن عساكر، عن سهل بن علي الأصبهاني، قال: زعموا أنّ النعمان بن المنذر خرج يوما يسير بظهر الكوفة و معه عمرو بن عدي، فمرّوا بالمقابر، فقال النعمان: لو أنّ هؤلاء تكلّموا ما كانوا يقولون؟. قال: كانوا يقولون:
يا أيّها الركب سيروا إن قصدتم # أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا
حلّوا الركاب و ارخوا من أزمّتها # قبل الممات و قضوا ما تقضونا
إنّا كما أنتم كنّا و إنّكم # عمّا قليل كما صرنا تصيرونا
خرج النعمان إلى ظهر الحيرة و كان معشابا و كانت العرب تسمّيه"خدّ العذراء"، فيه نبت الشيخ و القيصوم و الخزامى و الزعفران و شقائق النعمان و الأقحوان، فمرّ بالشقائق فأعجبته، فقال من نزع من هذا شيئا فانزعوا كفّه، قال: فسمّيت شقائق النعمان. قال: فإنّه ليسير فيها يوما فانتهى إلى وهدة [2] في طرف النجف و إذا شيخ