و كأنّما نشر التجار لطيمة # جرت الرياح بها على العقيان [1]
حلل الملوك رمى جذيمة بينها # و المنذرين تغاير الأزمان [2]
طردا كدأب الدهر في طرد الألى # و إلى الحفائظ في بني الديّان
نعق الزمان بجمعهم عن لعلع # و أقضّ منزلهم على نجران [3]
و كآل جفنة أزعجتهم نبوة # نقلت قبابهم عن الجولان [4]
و على المدائن جلجلت برعادها # عركا لكلكلها على الإيوان [5]
و إلى ابن ذي يزن غدت مرحولة # نفضت حويّتها على غمدان [6]
قصفت قنا جدل الطعان و ثوّرت # بعد الأمان بعامر الضحيان [7]
زفر الزمان عليهم فتفرّقوا # و جلوا عن الأوطار و الأوطان [8]
[1] اللطيمة: وعاء المسك. العقيان: الذهب ينبت نباتا، و ليس ممّا يستذاب من الحجارة.
[2] جذيمة: هو جذيمة الأبرش. المنذرين: المنذر الأول و الثاني، من ملوك الحيرة.
[3] لعلع: جبل و ماء بالبادية. نجران: بلد باليمن.
[4] آل جفنة: الغساسنة. النبوة: البعد. الجولان: كانت من عواصم الغسّانيين.
[5] المدائن: أي مدائن كسرى. الإيوان: إيوان كسرى، و هو مشهور.
[6] ابن ذي يزن: أراد سيف بن ذي يزن، من ملوك اليمن. الحوية: كساء محشو حول سنام البعير.
غمدان: قصر لملوك اليمن.
[7] عامر الضحيان: أحد فرسان العرب.
[8] ديوان الشريف الرضي: 2/468-471.