المواضع العامّة في النجف‌

1-الغريّان‌

بناءان مشهوران بناهما ملوك الحيرة في النجف حيث قبر أمير المؤمنين عليه السّلام، و قد تقدّم في الفصل الأول الحديث عن سبب تسميتها بهذا الاسم تحت عنوان"الغري".

قال أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي الكناني المتوفى سنة 110 هـ يذكر الغريّين:

ألا طرقتنا بالغريّين بعد ما # كللنا على شحط المزار جنوب‌

أتوك يقودون المنايا و إنّما # هدتها بأولانا إليك ذنوب‌ [1]

و الظاهر من الأخبار الواردة أنّ كلاّ من الغريّين كان على سفح جبل، و لكنّهما انطمسا في توسعة مدينة النجف الأشرف.

و حول قصّة بناء الغريّين قيل أنّ المنذر بن ماء السماء كان قد نادمه رجلان من بني أسد أحدهما خالد بن المضلّل و الآخر عمرو بن مسعود بن كلدة، فأغضباه في بعض المنطق، فأمر بأن يحفر لكلّ واحد حفيرة بظهر الحيرة ثم يجعلا في تابوتين و يدفنا في الحفرتين ففعل ذلك بهما حتى إذا أصبح سأل عنهما فأخبر بهلاكهما فندم على ذلك و غمّه. ثم ركب المنذر حتى نظر إليهما فأمر ببناء الغريّين عليهما فبنيا عليهما. و جعل لنفسه يومين في السنة يجلس فيهما عند الغريّين يسمّى أحدهما يوم نعيم و الآخر يوم بؤس، فأوّل من يطلع عليه يوم نعيمه يعطيه مئة من الإبل شوما أي سودا، و أوّل من يطلع

[1] تاريخ الطبري: 5/152.