ديارات النجف كان لموقع النجف الجغرافي المطلّ على البحر القديم و اعتدال مناخه و اعتناق ملوك الحيرة دين النصرانية أثر كبير في انتشار الأديرة في موضع النجف.
يحكى أنّ السبب في دخول النعمان بن المنذر النصرانية أنّه خرج يوما إلى الصيد و معه عدي بن زيد فمرّوا بشجرة، فقال له عدي بن زيد: أيّها الملك أتدري ما تقول هذه الشجرة؟. قال: لا، قال: تقول:
ربّ ركب قد أناخوا عندنا # يشربون الخمر بالماء الزلال
عصف الدهر بهم فانقرضوا # و كذاك الدهر حالا بعد حال
قال: ثمّ جاوز الشجرة فمرّ بمقبرة، فقال له عدي: أيّها الملك أتدري ما تقول هذه المقبرة؟. قال: لا، قال: تقول:
أيّها الركب المخبّون # على الأرض المجدّون
فكما أنتم كنّا # و كما نحن تكونون
فقال له النعمان: إنّ الشجرة و المقبرة لا يتكلّمان، و قد علمت أنّك إنّما أردت عظتي، فما السبيل التي تدرك بها النجاة؟. قال: تدع عبادة الأوثان و تعبد اللّه و تدين بدين المسيح عيسى بن مريم، قال: أو في هذا النجاة؟. قال: نعم. فتنصّر يومئذ. [1]
و كان النعمان يركب في كلّ عيد و معه أهل بيته عليهم حلل الديباج المذهّب