المنوال و يعاد بناؤه و يحكم حتى كمل بناء القبّتين الخارجية و الداخلية من جديد، و السبب في اتّخاذ مثل هذه الطريقة للبناء هو الحرص على حفظ الهيئة الأولى للقبّتين، و الحفاظ أيضا على تركيب البلاط القاشاني النفيس و زخرفته للقبّة السفلى من داخل الروضة، و عدم حرمان الزائرين من دخولهم للحضرة المطهّرة للزيارة.
و في سنة 1391 هـ-1971 م، هبّ الرجل المحسن الوجيه الحاج محمد رشاد مرزه النجفي و بذل الأموال الطائلة لإصلاح الصفائح الذهبية للقبّة الشريفة و تذهيبها من جديد كما كانت على هيئتها الأولى و قد مضى على تذهيبها من قبل السلطان نادر شاه 235 عاما، فتغيرت نظارتها لتآكل أجزاء من بعض الصفائح الذهبيّة بفعل الضروف المناخيّة من شمس محرقة و أمطار غزيرة. و كان عدد الصفائح الذهبيّة الذي يعلو حدّ الكتيبة الذهبيّة الخارجية التي تطوّق ظاهر القبّة الشريفة قد بلغ ثمانية آلاف و سبعمئة و سبعة و ثمانون صفيحة (8787) حسب الترقيم الرسمي في سنة 1390 هـ-1969 م المثبت على كلّ صفيحة. و قد قرأت و كتبت ذلك حينما أطلعني عليه البنّاء الأستاذ الشيخ محمد علي خليفة، و المعمار الحاج سعيد بن الحاج محسن النجفي. أمّا ما قيل من أنّ عدد الصفائح الذهبية هو 7777 صفيحة، و نظموه بالفارسي بقولهم: "هفت هزار و هفت صد و هفتاد و هفت"، فهو غير صحيح.
خزائن الروضة المقدّسة
منذ ظهر مرقد أمير المؤمنين علي عليه السّلام و أنشئت بلدة النجف المقدّسة، صار كلّ عظيم أو زعيم أو ذي شأن يقصد ذلك المكان المنيع و يقدّم أنفس ما لديه من التحف و النفائس تذكارا و إذعانا بعظمة تلك الذات المقدّسة و رمزا للخضوع لها من قبل عصر البويهيين إلى أخريات هذه العصور. فمن ذلك و في بحر هذه القرون المتطاولة و الأعصار المتمادية اجتمع في خزانة هذه البقعة العظيمة الشأن من نفائس التحف و كرائم الحجارة و الأحجار ما لم يجتمع و لا يوجد في خزانة أي ملك من ملوك العالم،