تهوية القبّة و الضريح الشريف‌

يبلغ عدد نوافذ القبّة اثنتي عشرة نافذة، يفصل بين كلّ نافذة و أخرى دعامة ترتفع إلى 6 أمتار من أرضيّة سطح الحرم إلى الكتيبة الذهبيّة المطوّقة للقبّة من خارجها، و التي كتب فيها سورة الفتح، و البعد بين كلّ دعامة و أخرى 20,2 مترا، و عرض كلّ نافذة 80 سم.

و الطريقة التي اتّبعت في تهوية الضريح، تعتبر أحدث ما وصل إليه الفن المعماري في تهوية القباب، فقد عملت سراديب و ممرّات و تجاويف فاصلة بين عقود سقف الضريح الأصلي و سقف السطح. أمّا طريقة تهوية هذا الفراغ فتتم بواسطة أنابيب من حديد قطرها حدود 15 سم، تعلو رؤوسها سطح الحرم بمقدار 25 سم، فيحول هذا العلوّ دون دخول مياه الأمطار، كما توجد في سطح الحرم أيضا عدّة فتحات واسعة للدخول منها للتفتيش في السراديب و الممرات لو احتاجت إلى ترميم و إصلاح.

في يوم الإثنين 19 شعبان سنة 1390 هـ-19 تشرين الأول سنة 1970 م، صعدت إلى سطح الحرم الشريف للوقوف على هذه الآثار بنفسي، و دخلت إلى قسم من هذه التجاويف و الممرّات المتشاكلة، و لو لا أنّي وضعت قراطيس فيها إشارة إلى اليمين و الشمال و الأمام لما استطعت الخروج منها، لكثرة ما لاقيته من شعب و فروع متشاكلة في التصميم و البناء، كلّ ذلك للاطّلاع على كيفيّة بناء القبّة و شعبها الكثيرة، فكان أوسعها أن يدخل الرجل فيها بهيئة الراكع، و بعضها لا يسعه إلاّ حبوا، ثم هناك تجاويف لا يمكن الدخول إليها لضيقها علوّا و عرضا. و كان ذلك بمساعدة الأستاذ البنّاء الشيخ محمد علي نائب المعمار الحاج سعيد النجفي.

تاريخ تذهيب القبّة

أرّخ عام بداية تذهيب القبّة كثير من الشعراء المعاصرين للسلطان نادر شاه، منهم السيّد حسين بن مير رشيد النقوي الهندي النجفي المتوفى سنة 1170 هـ بقصيدة، قال فيها: