على شكل مقرنصات صغيرة مصفوفة في ستّة صفوف. أمّا المثلثات الاثنا عشر المحيطة برقبة القبّة من الداخل و التي هي تحت الكتيبة الوسطى فبعد زخرفها بالزجاج الفنّي صنع في وسط كلّ مثلث منها طرّة كتب فيها اسم إمام من أئمة الهدى المعصومين الاثني عشر عليهم السّلام.

و كانت ضمن زجاج الدعامة الجنوبية عند الرأس الشريف بارتفاع حدود أربعة أمتار لوحة زجاجيّة زيبقيّة تمثّل صورة رمزيّة لظهور القبر الشريف، يظهر في اللوحة الخليفة العباسي هارون الرشيد، بيده القوس و النشاب، أمامه ظبية تطاردها الفهود و هي مستجيرة بقبره عليه السّلام، فقلعت هذه اللوحة ثمّ وضعت لاحقا في منتصف المسافة الفاصلة بين الدعامتين عند الرأس الشريف بارتفاع حدود ثلاثة أمتار، و يمكن مشاهدتها اليوم بيسر، و هذه اللوحة الزيبقيّة من آثار العهد الصفوي.

و استمرّ عمل الزخرف الزجاجي في حرم علي عليه السّلام إلى اليوم السادس و العشرين من جمادى الأولى سنة 1370 هـ، و كان على نفقة شاه إيران محمد رضا، و قد بلغت تكاليفه ما يقرب من 12 ألف دينار عراقي. و كان تصميم الزخارف من قبل الفنّان حسين كيانفر، و قام بتنفيذها المعمار الحاج سعيد النجفي. و قد أثبت تاريخ وضع هذه المرايا بيتان من الشعر الفارسي بجانب المرايا، كتبا في داخل الروضة المطهّرة على جدار الزاوية اليمنى للداخل إليها من الباب الشرقي الثاني، و البيتان عن لسان الشاه محمد رضا بهلوي، و ترجمها إلى العربية الأستاذ جعفر الخليلي نظما، قوله:

أنا إن زيّنت هذا المرقد الـ # طاهر الشامخ قدرا بالمرايا

لم تكن هذى هداياي فمن # أنا كي اهدي لعلياك الهدايا

إنّما زجّجتها مصقولة # تعكس الضوء و تستجلي الخفايا

كي أرى طلعتك الغرّا بها # من بعيد و ترى الحقّ البرايا