و قال البكري الأندلسي: "الثويّة"موضع من وراء الحيرة، قريب من الكوفة، و كان سجنا بناه تبّع، فكان إذا حبس فيه إنسانا ثوى فيه، قال عدي بن زيد:
و بتن لدى الثويّة ملجمات # و صبّحن العباد و هنّ شيب
يعني: من النقع. و يروى: "الثويّة"، على لفظ التصغير، و الأول أثبت في الرواية.
و حكى أبو زيد أنّ الحجارة التي توضع حول البيت، يأوي إليها المال ليلا، يقال لها:
"الثاية"و"الثويّة"معا، فقد يكون هذا الموضع المعروف يسمّى بهذا. [1]
و سيأتي ذكر من دفن بالثوية في"المواضع الإسلامية في النجف".
عروبة النجف
يندرج موضع النجف ضمن المناطق الشمالية الشرقية من جزيرة العرب أو بلاد العرب. فحدود جزيرة العرب-كما نقله الحميري: ممّا يلي الشمال في الخط الذي يخرج من ساحل أيلة [2] فيمر مستقبل الشرق في أرض مدين إلى تبوك و دومة الجندل إلى البلقاء و تيماء و مآب، و هي كلّها من الشام، و يمضي في وادي شيبان و تغلب و بكر، و يتّصل بالكوفة و النجف و القادسية و الحيرة، و عن يمين هذا الخط ممّا يلي الجنوب أرض الحجر و وادي القرى و هي أرض ثمود و ما دونها إلى الأغوار و التهائم و النجود إلى أن يصل إلى ساحل حضر موت. كلّ ذلك أرض العرب. [3]
و تدلّ أحداث الحرب التي دارت بين جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد و بين أهل الحيرة، أنّ النجف كانت عربية قبل بزوغ الإسلام، و أنّ معظم أهلها كانوا من العرب و أنّ لغتهم العربية فقط. فعند ما استولى المسلمون على قصور النجف عهد خالد ابن الوليد إلى أمرائه أن يدعو أهلها إلى إحدى ثلاث: الإسلام، الجزية، المنابذة، فاختاروا المنابذة. فلمّا دارت الدائرة على أهل القصور و أكثر المسلمون فيهم القتل نادى القسّيسون و الرّهبان: يا أهل القصور ما يقتلنا غيركم.