و قد استمرّ هذا الوضع بعض الزمن حتى تمّ تحوّل نهر الفرات من مجراه الشرقي إلى جهة شطّ الهنديّة في الغرب نهائيا فتحوّلت معه المناطق الشلبيّة من منطقة"لملوم"إلى منخفضات بحر النجف و أهوار الشاميّة. [1]

15-قناة أمين الدولة

أرسل أمين الدولة عبد اللّه خان وزير فتح علي شاه القاجاري‌ [2] خمسين ألف تومان، بعد أن استغاثه النجفيون لإصلاح قناة النجف، و عيّن المهندس ميرزا تقي مشرفا على العمل. و قد ابتدأوا من المكان المعروف بخان أبو فشيگة [3] شمال شرق النجف إلى"كري سعد"شرقي النجف. و أقاموا على هذا الكري القنطرة الماثلة اليوم سنة 1395 هـ-1975 م إزاء"أبو فشيگة". و قد اطلق الماء في الكري و جرى حينا و وقف، فساقوه من حيث وقف إلى النجف في قناة قديمة، و قد قيل أنّها من صنع أمين الدولة و أنّه شارف العمل بنفسه، إلاّ أنّه لم يطل عمر هذه القناة حيث عادت فانطمرت بعد وقت قليل. [4]

16-كري الشيخ صاحب الجواهر

و من الأنهر التي شقّت بعد ذلك لإرواء ساكني مدينة النجف الأشرف كري الشيخ محمد حسن باقر صاحب كتاب"جواهر الكلام"و ذلك في سنة 1263 هـ، على رواية من يقول أنّ القناة المتّصلة بنهر الهنديّة امتلأت طينا و كراها الشيخ صاحب الجواهر.

[1] وادي الفرات و مشروع سدّة الهنديّة: 2/266.

[2] هو ابن الحاج محمد حسين خان الصدر نظام الدولة. خلف أباه سنة 1239 هـ في وزارة فتح على شاه في إيران، و تصدّر في عهده إلى سنة 1248 هـ و حذا حذو أبيه. و كان محسنا، له خيرات حسان كثيرة منها قناة النجف، و غيرها ذكروها.

[3] يقع في الضفة اليمنى الغربية للفرات. شرع ببناء شقّ منه رجل من أهل البحرين و توفي قبل إكماله، ليكون مأوى و مقرّا لزوّار مرقد سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السّلام من هذه الناحية.

[4] أعيان الشيعة: 11/158.