و جاء في"موسوعة العتبات المقدّسة": إنّ من عمارات الصاحب علاء الدين الجويني أنّه أجرى نهرا من قصبة الأنبار إلى النجف الأشرف. و صرف له مبالغ وافرة قدّرها بمئة ألف دينار ذهبا، فتأسست عمارات و قرى في جانبيه عددها مئة و خمسون قرية، فانقلبت تلك الأراضي القاحلة إلى مزارع متّصلة. و الظاهر أنّ النهر المذكور هو النهر المعروف اليوم بكري سعد، كما أنّه أسّس رباطا في النجف. [1]
أقول: و التحقيق خلاف ما استظهره من أنّ كري سعد هو نهر علاء الدين الجويني صاحب ديوان الدولة الإيلخانية، فإنّ نهر الجويني لريّ النجف غيره كما مرّ سالفا.
و كري سعد هو خندق سابور الذي حفره الفرس قبل الإسلام لصدّ غارات العرب عليهم. مبدؤه من هيت، ثمّ أجروا الماء فيه، و كان على أحد جسوره"وقعة الجسر" الشهيرة بين العرب المسلمين و الفرس في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، و بعد الفتح الإسلامي امتلأ الخندق طينا، فكراه الأمير القائد سعد بن أبي وقّاص، فنسب إليه، و خرب الكري بخراب الكوفة. و قد تقدّم بحث و تحقيق في نهر السدير أنّه هو كري سعد بعينه، فلاحظه.
10-نهر و قناة الشاه إسماعيل الصفوي الأول
لمّا قامت الدولة الصفوية في إيران و اشتدّ ساعدها أخذ الصفويّون يشيدون المباني و المعاهد و الدور السكنية في النجف الأشرف، و أنشأوا الصحن و الحضرة لمرقد الإمام علي عليه السّلام على الطراز الحالي. و في مستهل القرن العاشر استولى الشاه إسماعيل على بغداد و أصبح معظم العراق خاضعا لحكمه، و ما أن استقرّ الوضع حتى جاء الشاه لزيارة العتبات المقدّسة فزار النجف.
و عند قدوم الشاه إسماعيل الصفوي لزيارة النجف الأشرف سنة 914 هـ-1508 م أمر بحفر نهر من الفرات سمّي بالنهر الشاهي، و أوصله إلى مدينة النجف بقناة جوفية