الخارجي و لفترات ليست بالقصيرة، أو عدم وجود طرق تجارية كافية و مأمونة موصلة إليها في جميع الأوقات و تعرّضها لموجات من السلب و النهب، و بالتالي خمول نشاطها الاقتصادي.
فقد كان لهجوم حاكم البصرة و الجزائر علي بن محمد بن فلاح الموسوي الملقّب بالمشعشع على النجف و كربلاء، عام 857 هـ و قتله الكثير من أهلهما قتلا ذريعا و نهبه المشهدين، و الهجمات الوهابية التي ابتدأت سنة 1214 هـ و استمرّت لأكثر من عقدين من الزمان، و حوادث الشمرت و الزقرت التي استمرّت لما يقرب من مئة عام، و غيرها من الحوادث، الأثر الكبير في تأخر نمو النجف اقتصاديا، حيث تعطّل الأسواق و ينزح الكثير من أهل البلدة إلى مواطن أكثر أمنا.
و لعلّ العامل الرئيسي في بقاء الكيان الاقتصادي لهذه المدينة قائما دون انهيار هو تعدّد مصادر الدخل للمجتمع النجفي مع أنّ هذا الكيان لم يكن زراعيا و لا صناعيا و لم تكن التجارة وحدها هي المصدر الوحيد له.
و يمكن تعداد مصادر الدخل الإقتصادي في النجف بما يلي:
1-ما يكسبه التجّار النجفيّون في تجارتهم داخل النجف و خارجها.
فقد ورد في نصوص تاريخية كثيرة أنّ أرض النجف كانت محلاّ لتلقّي و توديع الحاج حين وروده أرض العراق، و كانت قوافل الحاج تمرّ بالنجف في ذهابها و إيابها من بغداد و من أنحاء مختلفة من العراق. و تقدّم في موضوع"سبب تسمية النجف"عدد من الشواهد على هذا المعنى، كما سيأتي في"المواضع العامة في النجف"أنّ"بسيطة"هي قاعدة سوق النجف التجاري البرّي، و هي رحبة واسعة في ضاحية مدينة النجف الأشرف كانت محطّة للقوافل، تأتي إليها و تغدو حاملة الأطعمة و السلع التجارية، و تجري عندها مساومة بيع الإبل و الأغنام.