الحالة الاقتصادية للنجف قبل ظهور مدينة النجف الأشرف كان موضع النجف المطل على البحر القديم ميناء نشطا ترسو فيه السفن للتبادل التجاري بين دولة المناذرة في الحيرة و جهات العراق و الهند و الصين.
قال أبو المظفر سبط بن الجوزي: و كان البحر المعروف بالنجف في ذلك الوقت جاريا، و كان مرسى السفن من الهند و الصين إلى ذلك المكان يحمل فيه الأمتعة إلى ملوك الحيرة لمّا كانت عامرة، و لمّا استحال الماء و انقطع عن مصبّه في النجف صار ذلك البحر برّا، و صار بين الحيرة مسافة. [1]
و بعد ظهور المرقد المطهّر لأمير المؤمنين عليه السّلام و نشوء مدينة النجف الأشرف كان لموقع المدينة على حافة الصحراء أثر في بروز نشاط تجاري آخر مع القادمين من أعماق الجزيرة العربية للتبضّع من العراق، و ما يقوم به التجّار النجفيّون من رحلات إلى تلك الأنحاء و غيرها، و قد ساعد في ذلك ما عرف به النجفيّون من الإرتباط بالعقيدة الإسلامية من جانب، و الأخلاق الحميدة من جانب آخر.
قال ابن بطوطة في رحلته: و أهلها-أي النجف-تجّار يسافرون في الأقطار و هم أهل شجاعة و كرم، و لا يضام جارهم صحبتهم في الأسفار، فحمدت صحبتهم. [2]