حرم ملائكة السما # لطوافها اتّخذته كعبه
و به نشاوى العارفين # مذ احتسوا كأس المحبّه
من حيث سرّ اللّه و الـ # توحيد فيه لمن تنبّه
كم جدّ فيه السالكون # فصرّها خوف و رهبه
و إليه أمّ الواصفون # و لم تعد إلاّ بخيبه
كيف الوصول إلى مفا # وز دونها أهوال صعبه
و له يتذكّر غربته و بعده عن النجف و أصدقائه في عهد الشباب، قوله:
تغرّبت عن أهلي و ولدي و أوطاني # وجبت الفيافي من سهول و أحزان
و قاسيت ما قاسيت كي ألف لاثما # لأعتاب أبواب الرضا في خراسان
من العدل مصدودا أكون ببلدة # أراقب فيها الخسف في كلّ زمان
فإن أك عن ذنب و سوء سريرة # و لم أك أهلا أن أنال بإحسان
و حبّك إنّي لا يخالط فكرتي # بأنّك لا تستطيع تصلح من شاني
أزل يا فدتك ما كان مانعا # و منك فقرّبني بأسرع من آن
و الشيخ محمد حسن آل حيدر المتوفى سنة 1363 هـ، و هو عالم و شاعر و أديب معروف، له قصيدة بعنوان"الحنين إلى الغري"، منها:
يا ساكني النجف الأعلى و واديه # حيّاكم الغيث ما انهلّت غواديه
رقّوا لصبّكم في حين وصلكم # فالوصل يشفيه و الهجران يضنيه
صبّ الفؤاد عميد في محبّتكم # يميته الوجد و التذكار يحييه
ذكرتكم فاستهلّ الدمع من مقلي # دما على و جنتي قد سال جاريه
من لي بإطفاء وجد شبّ في # يوريه بعدكم و القرب يطفيه
برى فؤادي الهوى بري القداح # و ما لقلبي آس غير باريه
يا ليت لا نزحت عنّي ربوعكم # و هل يعيد مغناكم تمنّيه