و قال ابن شميل: "النجاف"الذي يقال له الدوارة، و هو الذي يستقبل الباب من أعلى الأسكفة، و النجاف: العتبة، و هي أسكفة الباب. و في الحديث: "فيقول: أي رب، قدّمني إلى باب الجنّة فأكون تحت نجاف الجنّة". قيل: هو أسكفة الباب. [10]
و قال الأندلسي: و"النجف"-بلا هاء-موضع معروف بالكوفة. قال الكميت:
فياليت شعري هل ابصّرنّ # بالنجف الدهر حضّارها [11]
سبب تسمية النجف
بعد استقصائنا للمصادر وجدنا أنّ هناك ثلاثة أقوال منقولة في سبب تسمية هذه البقعة من الأرض بالنجف، و سنعرض لرأيين آخرين:
1-روى الشيخ الصدوق-بسند واه-عن أبي عبد اللّه جعفر الصادق عليه السّلام، قال:
إنّ النجف كان جبلا عظيما و هو الذي قال ابن نوح: سَآوِي إِلىََ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ اَلْمََاءِ[12] و لم يكن على وجه الأرض جبل أعظم منه، فأوحى اللّه عز و جل إليه: "يا جبل أيعتصم بك منّي"، فتقطّع قطعا قطعا إلى بلاد الشام، و صار رملا دقيقا، و صار بعد ذلك بحرا عظيما. و كان يسمى ذلك البحر بحر"ني"ثمّ جفّ بعد ذلك فقيل: "ني جف"فسمّي بـ"نيجف"ثمّ صار بعد ذلك يسمونه"نجف"لأنّه كان أخفّ على ألسنتهم. [13]
و قال العاصمي في قوله تعالى: قََالَ سَآوِي إِلىََ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ اَلْمََاءِ يعني به النجف جبلا لم يكن على وجه الأرض أعظم منه ارتفاعا، فأوحى اللّه إليه أيعتصم بك منّي فتقطّع الجبل و صار رملا دقيقا و انخفض مكانه، فصار بعد أن نضب الماء بحرا فسمّي ذلك البحر"ني"ثمّ جفّ بعد ذلك فقيل"ني جف"فخفّفه الناس"نجف". [14]