و ما أن ظهر المقدّس الأردبيلي المتوفى سنة 992 هـ حتى عاد للنجف رقيّها العلمي و أمسكت بزمام قيادة الحركة العلمية لدى الشيعة.
و المقدّس الأردبيلي هو أحمد بن محمد الأردبيلي مؤلّف كتاب"مجمع الفائدة و البرهان"و هو شرح لكتاب العلاّمة الحلّي"إرشاد الأذهان".
قال الشيخ الحر العاملي في ترجمته: المولى الأجل الأكمل، أحمد بن محمد الأردبيلي، كان عالما فاضلا مدقّقا عابدا ثقة ورعا، عظيم الشأن، جليل القدر، معاصرا لشيخنا البهائي. [1]
و ذكره السيّد محمد باقر الخوانساري بقوله: أمره في الثقة و الجلالة، و الفضل و النبالة، و الزهد و الديانة، و الورع و الأمانة، أشهر من أن نؤدي مكانه، أو نتصدى بيانه، كيف!و قدسية ذاته، و ملكية صفاته ممّا يضرب به الأمثال في العالم، كالخلق الجميل من النبي صلّى اللّه عليه و آله، و شجاعة الوصي الولي عليه السّلام، و سماحة الحاتم. [2]
و مع أنّ المقدّس الأردبيلي لم يكن ذا تجديد خاص به إلاّ أنّه كانت له طريقته الخاصة في الاستدلال الفقهي إذ يعتمد في استدلاله على إعمال الفكر و إجتهاده التحليلي دون النظر إلى آراء بقية العلماء. و كان لمدرسته أتباع من العلماء، من أبرزهم:
تلميذه السيّد محمد بن علي الموسوي العاملي المتوفى سنة 1009 هـ مؤلف كتاب "مدارك الأحكام في شرح شرايع الإسلام".
و تلميذه الشيخ حسن بن الشهيد الثاني زين الدين العاملي المتوفى سنة 1011 هـ، مؤلف كتاب"معالم الدين و ملاذ المجتهدين"و كتاب"منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح و الحسان".