responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 25

الطريق على المضللين، قال سبحانه: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ، قالَ أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ [1]. و في السورة نفسها نراه سبحانه يمهد للجاحد الطريق الى الايمان عن طريق الحس و المشاهدة بأسلوب صريح واضح، و يبعث في نفسه الدهشة و الحيرة، و يقوده الى الايمان بتلك القوة المدبرة لهذا النظام الحكيم العادل، لقد سأل إبراهيم ربه كيف يحيي الموتى بعد الفناء و تبدد الأوصال، لا لشبهة دخلت عليه و لكن ليقنع بذلك الجاحد الذي لا يؤمن الا بالمحسوسات، لقد سأل إبراهيم ربه ان يريه كيف يحيي الموتى بعد الفناء، قال سبحانه: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى‌ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً، ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً، وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‌ و أمثال ذلك كثير في القرآن الكريم فهو تارة يبتدئهم بالبراهين و الأمثال حسبما تقبله عقولهم و يتفق مع نزعاتهم و تقاليدهم، و اخرى يسوق لهم الأدلة في مقام التنديد على المنكرين للتوحيد و المعاد و رسالات الأنبياء، من غير ان يرتكز جحودهم على العلم و المنطق: قد سلكوا في ظلمات من الجهل و العناد و اتبعوا أهواءهم و كل شيطان أضلهم عن سبيل اللَّه و قد وصفهم اللَّه سبحانه في كتابه فقال: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لا هُدىً وَ لا كِتابٍ مُنِيرٍ، ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَ نُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ‌.

أدلة البعث و المعاد في القرآن:

و بعد ان أقام لهم البراهين التي لا تدع مجالا لمرتاب و لا لجاحد،


[1] سورة البقرة.

نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست