responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 1  صفحه : 89

القول في خلق آدم ع‌

و كان مما حدث في ايام سلطانه و ملكه خلق الله تعالى ذكره أبانا آدم أبا البشر، و ذلك لما اراد جل جلاله ان يطلع ملائكته على ما قد علم من انطواء ابليس على الكبر و لم يعلمه الملائكة، و اراد اظهار امره لهم حين دنا امره للبوار، و ملكه و سلطانه للزوال، فقال عز ذكره لما اراد ذلك للملائكة: «إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً»، فأجابوه بان قالوا له: «أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ»! فروى عن ابن عباس ان الملائكة قالت ذلك كذلك للذين قد كانوا عهدوا من امر الجن الذين كانوا سكان الارض قبل ذلك، فقالوا لربهم جل ثناؤه لما قال لهم: «إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً» ا تجعل فيها من يكون فيها مثل الجن الذين كانوا فيها، فكانوا يسفكون فيها الدماء و يفسدون فيها و يعصونك، و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك، فقال الرب تعالى ذكره لهم: «إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ‌»، يقول: اعلم ما لا تعلمون من انطواء ابليس على التكبر، و عزمه على خلافه امرى، و تسويل نفسه له الباطل و اغتراره، و انا مبد ذلك لكم منه لتروا ذلك منه عيانا.

و قيل اقوال كثيره في ذلك، قد حكينا منها جملا في كتابنا المسمى:

جامع البيان عن تاويل آي القرآن، فكرهنا اطاله الكتاب بذكر ذلك في هذا الموضع.

فلما اراد الله عز و جل ان يخلق آدم(ع)امر بتربته ان تؤخذ من الارض، كما حدثنا ابو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست