نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 1 صفحه : 490
سليمان فقال: «ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ»، يقول: بعذر مبين لم غاب عن مسيرى هذا؟ و كان عقابه للطير ان ينتف ريشه و يشمسه فلا يستطيع ان يطير، و يكون من هوام الارض ان اراد ذلك، او يذبحه، فكان ذلك عذابه.
قال: و مر الهدهد على قصر بلقيس، فراى بستانا لها خلف قصرها، فمال الى الخضرة فوقع عليها، فإذا هو بهدهد لها في البستان، فقال هدهد سليمان:
اين أنت عن سليمان؟ و ما تصنع هاهنا؟ قال له هدهد بلقيس: و من سليمان؟
فقال: بعث الله رجلا يقال له سليمان رسولا، و سخر له الريح و الجن و الانس و الطير قال: فقال له هدهد بلقيس: اى شيء تقول! قال: اقول لك ما تسمع، قال: ان هذا لعجب، و اعجب من ذاك ان كثره هؤلاء القوم تملكهم امراه، «أُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَ لَها عَرْشٌ عَظِيمٌ»، جعلوا الشكر لله ان يسجدوا للشمس من دون الله قال: و ذكر الهدهد سليمان فنهض عنه، فلما انتهى الى العسكر تلقته الطير و قالوا: توعدك رسول الله، فاخبروه بما قال قال: و كان عذاب سليمان للطير ان ينتف ريشه و يشمسه فلا يطير ابدا، فيصير من هوام الارض، او يذبحه فلا يكون له نسل ابدا قال: فقال الهدهد:
او ما استثنى رسول الله؟ قالوا: بل قال: او ليأتيني بعذر مبين، قال:
فلما اتى سليمان، قال: ما غيبك عن مسيرى؟ قال: «أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَ جِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ» حتى بلغ «فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ».
قال: فاعتل له بشيء، و اخبره عن بلقيس و قومها ما اخبره الهدهد، فقال له سليمان: قد اعتللت، «سَنَنْظُرُ أَ صَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ»، قال: فوافقها و هي في قصرها، فالقى إليها
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 1 صفحه : 490