responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 1  صفحه : 484

فلم احص من الرقاشى الا هؤلاء الكلمات: رب زل داود زله ابعد مما بين المشرق و المغرب! رب ان لم ترحم ضعف داود، و تغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثا في الخلوف من بعده فجاءه جبرئيل من بعد اربعين ليله فقال:

يا داود، ان الله قد غفر لك الهم الذى هممت به، فقال داود: قد علمت ان الله قادر على ان يغفر لي الهم الذى هممت به، و قد عرفت ان الله عدل لا يميل، فكيف بفلان إذا جاء يوم القيامه، فقال: يا رب دمى الذى عند داود! فقال جبرئيل: ما سالت ربك عن ذلك، و لئن شئت لافعلن، قال: نعم، قال: فعرج جبرئيل و سجد داود، فمكث ما شاء الله ثم نزل، فقال: قد سالت الله يا داود عن الذى أرسلتني فيه فقال: قل له: يا داود، ان الله يجمعكما يوم القيامه فيقول: هب لي دمك الذى عند داود، فيقول: هو لك يا رب، فيقول: فان لك في الجنه ما شئت و ما اشتهيت عوضا].

و يزعم اهل الكتاب ان داود لم يزل قائما بالملك بعد طالوت الى ان كان من امره و امر امراه أوريا ما كان، فلما واقع ما واقع من الخطيئة اشتغل بالتوبة منها- فيما زعموا- و استخف به بنو إسرائيل، و وثب عليه ابن له يقال له ايشى، فدعا الى نفسه فاجتمع اليه اهل الزيغ من بنى إسرائيل، قالوا: فلما تاب الله على داود ثابت اليه ثائبه من الناس، فحارب ابنه حتى هزمه، و وجه في طلبه قائدا من قواده، و تقدم اليه ان يتوقى حتفه، و يتلطف لاسره، فطلبه القائد و هو منهزم، فاضطره الى شجره فركض فيها- و كان ذا جمه- فتعلق بعض اغصان الشجرة بشعره فحبسه، و لحقه القائد فقتله مخالفا لامر داود، فحزن داود عليه حزنا شديدا، و تنكر للقائد، و أصاب بنى إسرائيل في زمانه طاعون جارف، فخرج بهم الى موضع بيت المقدس يدعون الله و يسالونه كشف ذلك البلاء عنهم، فاستجيب لهم، فاتخذوا ذلك الموضع مسجدا، و كان ذلك- فيما قيل- لإحدى عشره سنه مضت من ملكه و توفى قبل ان يستتم بناءه، فاوصى‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 1  صفحه : 484
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست