نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 1 صفحه : 45
الموضع بعض ما فيه من الدلالة على صحه قول كل فريق منهما.
فاما الخبر عنه بتحقيق ما قال القائلون: كان ابتداء الخلق يوم الأحد، فما حدثنا به هناد بن السرى، قال: حدثنا ابو بكر بن عياش، عن ابى سعد البقال، عن عكرمه، عن ابن عباس- قال هناد: و قرات سائر الحديث- ان اليهود أتت النبي(ص)فسألته عن خلق السموات و الارض فقال: خلق الله الارض يوم الأحد و الاثنين.
و اما الخبر عنه بتحقيق ما قاله القائلون من ان ابتداء الخلق كان يوم السبت، فما حدثنى القاسم بن بشر بن معروف و الحسين بن على الصدائى، قالا:
حدثنا حجاج، قال ابن جريج: أخبرني اسماعيل بن اميه، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمه، عن ابى هريرة، قال: [أخذ رسول الله(ص)بيدي، فقال: خلق الله التربة يوم السبت، و خلق الجبال يوم الأحد].
و اولى القولين في ذلك عندي بالصواب قول من قال: اليوم الذى ابتدأ الله تعالى ذكره فيه خلق السموات و الارض يوم الأحد، لاجماع السلف من اهل العلم على ذلك.
فاما ما قال ابن إسحاق في ذلك، فانه انما استدل- بزعمه- على ان ذلك كذلك، لان الله عز ذكره فرغ من خلق جميع خلقه يوم الجمعه، و ذلك اليوم السابع، و فيه استوى على العرش، و جعل ذلك اليوم عيدا للمسلمين، و دليله على ما زعم انه استدل به على صحه قوله فيما حكينا عنه من ذلك هو الدليل على خطئه فيه، و ذلك ان الله تبارك و تعالى اخبر عباده في غير موضع من محكم تنزيله، انه خلق السموات و الارض و ما بينهما في سته ايام، فقال: «اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 1 صفحه : 45