responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 1  صفحه : 374

خُبْراً»، اى انما تعرف ظاهر ما ترى من العدل و لم تحط من علم الغيب بما اعلم «قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَ لا أَعْصِي لَكَ أَمْراً» و ان رايت ما يخالفني.

قال: «فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْ‌ءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً»، اى فلا تسألني عن شي‌ء و ان انكرته حتى احدث لك منه ذكرا، اى خبرا.

فانطلقا يمشيان على ساحل البحر يتعرضان الناس، يلتمسان من يحملهما حتى مرت بهما سفينه جديده وثيقة، لم يمر بهما شي‌ء من السفن احسن و لا اجمل و لا اوثق منها، فسألا أهلها ان يحملوهما، فحملوهما، فلما اطمأنا فيها، و لججت بهما مع أهلها، اخرج منقارا له و مطرقه، ثم عمد الى ناحيه منها فضرب فيها بالمنقار حتى خرقها، ثم أخذ لوحا فطبقه عليها، ثم جلس عليها يرقعها، قال له موسى: فأي امر افظع من هذا! «أَ خَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً»! حملونا و آوونا الى سفينتهم، و ليس في البحر سفينه مثلها، فلم خرقتها! قال: «أَ لَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ‌»، اى بما تركت من عهدك «وَ لا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً» ثم خرجا من السفينة، فانطلقا حتى أتيا اهل قريه، فإذا غلمان يلعبون، فيهم غلام ليس في الغلمان غلام اظرف و لا اترف و لا أوضأ منه، فاخذ بيده، و أخذ حجرا فضرب به راسه حتى دمغه فقتله قال: فراى موسى امرا فظيعا لا صبر عليه، صبى صغير قتله بغير جناية و لا ذنب له! فقال: «أَ قَتَلْتَ نَفْساً زاكية بِغَيْرِ نَفْسٍ‌»، اى صغيره بغير نفس، «لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً. قالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً. قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْ‌ءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً»، اى قد اعذرت في شأني «فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ‌»، فهدمه ثم قعد يبنيه،

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست