نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 1 صفحه : 27
القول في الإبانة عن فناء الزمان و الليل و النهار و ان لا شيء يبقى غير الله تعالى ذكره
و الدلالة على صحه ذلك قول الله تعالى ذكره: «كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ»، و قوله تعالى: «لا إِلهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ» فان كان كل شيء هالك غير وجهه- كما قال جل و عز- و كان الليل و النهار ظلمه او نورا خلقهما لمصالح خلقه، فلا شك انهما فانيان هالكان، كما اخبر، و كما قال: «إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» يعنى بذلك انها عميت فذهب ضوءها، و ذلك عند قيام الساعة، و هذا ما لا يحتاج الى الاكثار فيه، إذ كان مما يدين بالاقرار به جميع اهل التوحيد من اهل الاسلام و اهل التوراة و الانجيل و المجوس، و انما ينكره قوم من غير اهل التوحيد، لم نقصد بهذا الكتاب قصد الإبانة عن خطا قولهم فكل الذين ذكرنا عنهم انهم مقرون بفناء جميع العالم حتى لا يبقى غير القديم الواحد، مقرون بان الله عز و جل محييهم بعد فنائهم، و باعثهم بعد هلاكهم، خلا قوم من عبده الأوثان، فإنهم يقرون بالفناء، و ينكرون البعث
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 1 صفحه : 27