نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 1 صفحه : 240
ان آلهتهم خير مما يعبد، فقال: «أَ تُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَ قَدْ هَدانِ»، الى قوله: «فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ»، يضرب لهم الأمثال، و يصرف لهم العبر، ليعلموا ان الله هو أحق ان يخاف و يعبد مما يعبدون من دونه قال ابو جعفر: ثم ان نمرود- فيما يذكرون- قال لإبراهيم: ا رايت الهك هذا الذى تعبد و تدعو الى عبادته، و تذكره من قدرته التي تعظمه بها على غيره ما هو؟ «قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ»، فقال نمرود: فانا «احيى و اميت»، فقال له ابراهيم: كيف تحيى و تميت؟ قال: آخذ الرجلين قد استوجبا القتل في حكمى، فاقتل أحدهما فأكون قد امته، و اعفو عن الآخر فاتركه فأكون قد احييته، فقال له ابراهيم عند ذلك: «فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ»، فعرف انه كما يقول، فبهت عند ذلك نمرود و لم يرجع اليه شيئا، و عرف انه لا يطيق ذلك يقول الله عز و جل: «فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ»، يعنى وقعت عليه الحجه.
قال: ثم ان نمرود و قومه اجمعوا في ابراهيم فقالوا: «حَرِّقُوهُ وَ انْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ».
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمه، قال: حدثنى محمد بن إسحاق، عن الحسن بن دينار، عن ليث بن ابى سليم، عن مجاهد، قال: تلوت هذه الآية على عبد الله بن عمر، فقال: ا تدرى يا مجاهد، من الذى اشار بتحريق ابراهيم(ع)بالنار؟ قال: قلت: لا، قال: رجل من اعراب فارس، قال: قلت: يا أبا عبد الرحمن، و هل للفرس اعراب؟ قال: نعم، الكرد هم اعراب فارس، فرجل منهم هو الذى اشار بتحريق ابراهيم بالنار حدثنى يعقوب، قال: حدثنا ابن عليه، عن ليث، عن مجاهد في
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 1 صفحه : 240