فإذا كان الزمان ما ذكرنا من ساعات الليل و النهار، و كانت ساعات الليل و النهار انما هي قطع الشمس و القمر درجات الفلك، كان بيقين معلوما ان الزمان محدث و الليل و النهار محدثان، و ان محدث ذلك الله الذى تفرد باحداث جميع خلقه، كما قال: «وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ».
و من جهل حدوث ذلك من خلق الله فانه لن يجهل اختلاف احوال الليل و النهار، بان أحدهما يرد على الخلق- و هو الليل- بسواد و ظلمه، و ان الآخر منهما يرد عليهم بنور و ضياء، و نسخ لسواد الليل و ظلمته، و هو النهار.
فإذا كان ذلك كذلك، و كان من المحال اجتماعهما مع اختلاف أحوالهما في وقت واحد في جزء واحد- كان معلوما يقينا انه لا بد من ان يكون أحدهما كان قبل الآخر منهما، و أيهما كان منهما قبل صاحبه فان الآخر منهما كان
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 1 صفحه : 20