responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 1  صفحه : 20

القول في الدلالة على حدوث الأوقات و الأزمان و الليل و النهار

قد قلنا قبل ان الزمان انما هو اسم لساعات الليل و النهار، و ساعات الليل و النهار انما هي مقادير من جرى الشمس و القمر في الفلك، كما قال الله عز و جل:

«وَ آيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ وَ الشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَ الْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَ لَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ‌».

فإذا كان الزمان ما ذكرنا من ساعات الليل و النهار، و كانت ساعات الليل و النهار انما هي قطع الشمس و القمر درجات الفلك، كان بيقين معلوما ان الزمان محدث و الليل و النهار محدثان، و ان محدث ذلك الله الذى تفرد باحداث جميع خلقه، كما قال: «وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ‌».

و من جهل حدوث ذلك من خلق الله فانه لن يجهل اختلاف احوال الليل و النهار، بان أحدهما يرد على الخلق- و هو الليل- بسواد و ظلمه، و ان الآخر منهما يرد عليهم بنور و ضياء، و نسخ لسواد الليل و ظلمته، و هو النهار.

فإذا كان ذلك كذلك، و كان من المحال اجتماعهما مع اختلاف أحوالهما في وقت واحد في جزء واحد- كان معلوما يقينا انه لا بد من ان يكون أحدهما كان قبل الآخر منهما، و أيهما كان منهما قبل صاحبه فان الآخر منهما كان‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست