شربت الماء يزيد مرضك»، أو قال المنجّم: «إذا اجتمع كوكب الفلاني مع كوكب فلاني آخر تقع في العالم حادثة مهمة» فلو أكل المريض البطيخ و صار سببا لشدة مرضه، أو وقعت في العالم الحادثة المذكورة من دون اجتماع الكوكبين، لا يصح الاعتراض على الطبيب، فإنّ له أن يقول:
ليس لازم قولي عدم سببية غير الماء لشدة المرض. و هكذا في جانب المنجم.
نعم، إذا كان المتكلم في مقام بيان تمام ما هو المناط لترتب الحكم على الموضوع و أتى بقيد زائد، فظاهره كما مر هو: الانتفاء عند الانتفاء، كقوله (عليه السلام): «إذا بلغ الماء قدر كرّ لم ينجّسه شيء» [1].
و ملخص الكلام في المقام: أنّ المتكلم الحكيم الذي يكون في مقام الإفادة إذا أتى في كلامه بقيد زائد في طرف الموضوع أو المحمول لا بد و أن يفيد ذلك القيد دخالته في الحكم صونا لفعله و تكلمه من اللغوية.
هذا تمام الكلام فيما يحصل به المفهوم.
مفاد المفهوم
و أمّا الكلام في مفاده، فلا ريب في دلالته على أنّ المقيد بما هو هو، أي من دون قيده، ليس موضوعا للحكم، و لكن لا دلالة له على
[1]. الوسائل، أبواب الماء المطلق، ب 9، ح 1 و 2 و 6.