[1]. لا بأس بتعريف لفظ المقدمة بما ذكره الشيخ الأنصاري (قدّس سرّه) حيث قال: «المقدمة: لغة اسم فاعل من قدم، أو اسم مفعول منه. فعلى الأوّل، لا بد من تمحّل، إمّا بالقول بأنّها من كثرة ارتباطها إنّما قدمت نفسها، فيكون قدم على ما هو المعهود من استعماله متعديا.
و إمّا بالقول بأنّ قدم بمعنى تقدم، فيكون التفعيل للتكثير كما في قوله تعالى و غلّقت الأبواب ...
و على الثاني، فلا إشكال لأنّها مأخوذة من مقدمة الجيش و هي على الظاهر طائفة من الجيش تقدم في المسير ليكون عيونا لهم من الأعداء، فيكون التفعيل للتعدية، لأنّهم قدموهم على أنفسهم.
و من هنا يظهر أنّ التاء فيها للتأنيث من حيث اعتمادها على موصوف مؤنث كما في قولهم: باقية، و سارية، و باغية، و طاغية لاعتمادها على النفس المحذوفة لفظا.
و ليست للنقل كما توهم لعدم ثبوت النقل أوّلا، و عدم ثبوتها ثانيا.
أمّا الأوّل، فلأنّ المنساق منها عرفا و اصطلاحا و إن كان مختلفا، فإنّ المراد منها اصطلاحا أخص ممّا هو المراد منها عرفا، إذ لا يلاحظ الارتباط بين المقدم و المؤخر في العرف، و في الاصطلاح لا بد من ملاحظة الارتباط و التوقف بينهما، فوجود زيد و إن كان سابقا على وجود عمرو لا يكون مقدمة لوجود عمرو اصطلاحا إذ لم يتوقف وجوده عليه و يكون مقدما عليه لغة و عرفا، إلّا أنّ مجرد الاختلاف لا يقضي بالنقل.-