منطقة المشهد الحسيني كانت مقرّ حكم الفاطميّين في القاهرة، و في مكان المشهد الحسيني الحالي و حوله «قصر الزمرّد»، أهم قصور دولة الفاطميّين. و هذا القصر كان يشمل من منطقة «خان الخليلي»، و يمتدّ ربّما إلى حافة شارع بور سعيد الآن. و في مكان الزمرّد- و كان أشرف مكان بالقصر تقام به الصلاة- جيء بالرأس الشريف ليدفن هناك، و لأنّ الزمرّد لونه أخضر، قد سمّيت المنطقة بالباب الأخضر، و منطقة الباب الأخضر، هي التي تضمّ مقام الحسين رضي اللّه عنه.
و هذا المقام يضمّ الرأس الشريف، و عليه الآن المقصورة من الفضّة، تحوي فصوصا خمسة من الماس هدية من طائفة «البهرة». و كانت المقصورة قبلها من خشب الساج الهندي، المحفور و المعشق ... نقلت إلى متحف الفن الإسلامي، و قبل مقصورة الفضّة كانت هناك مقصورة من النحاس نقلت إلى مشهد آخر.
رواية تقول: إنّ الرأس أرسل إلى عمرو بن سعيد بن العاص والي يزيد على المدينة المنوّرة، حيث قام الوالي بدفنها في البقيع عند قبر السيدة فاطمة رضي اللّه عنها [2].
و رواية أخرى تقول: إنّ الرأس وجد بخزانة يزيد بن معاوية بعد موته، فأخذ، و دفن بدمشق عند باب «الفراديس» [3].
[1]. بينما اتفقت الأقوال في مدفن جسده الطاهر. راجع نزهة المشتاق 2: 668، إعلام الورى 1: 470، البداية و النهاية 8: 203.
[2]. راجع المنتظم 5: 344، تاريخ أبي الفداء 1: 266، تاريخ الإسلام للذهبي: حوادث و وفيات 61 ه- 80 ه، مرآة الجنان 1: 109، البداية و النهاية 8: 204.
[3]. راجع أنساب الأشراف 3: 241، المنتظم 5: 344، البداية و النهاية 8: 204، سمط النجوم العوالي 3: