responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أهل البيت في مصر نویسنده : عدة من الباحثين و المفكرين المصريين    جلد : 1  صفحه : 445

ألا إنّ حزب الشيطان يقرّبنا إلى حزب السفهاء؛ ليعطوهم أموال اللّه عونا على انتهاك محارم اللّه، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا، و هذه الأفواه تتحلّب من لحومنا، و تلك الجثث الزواكي يعتامها عسلان الفلوات، فلئن اتّخذتنا في هذه الحياة مغنما، لتجدنّنا عليك مغرما حين لا تجد إلّا ما قدّمت يداك، تستصرخ بابن مرجانة و يستصرخ بك، و تتعاوى و أتباعك عند الميزان، و قد وجدت أفضل زاد تزوّدت به:

قتل ذرّية محمد (صلّى اللّه عليه و آله)! فو اللّه ما اتّقيت غير اللّه، و ما شكوت إلّا للّه. فكد كيدك، واسع سعيك، و ناصب جهدك، فو اللّه لا يرحض عنك عار ما أتيت إلينا أبدا».

جثمان السيّدة في مصر

لم أقصد بوضعي هذه الرسالة التي تضمّنت كثيرا من أخبار هذه البضعة النبوية، إقامة الحجّة على من يستبعد وجود جثمانها الشريف في مصر، و خاصّة في هذا الموضع التي تزار به الآن، إذ التواريخ‌ [1] لم ترو لنا ذلك، و لم يرد فيها تفاصيل ثابتة تؤيّد هذا القول. و رواية أهل الكشف في هذا الخصوص تتعلّق بشخصياتهم؛ إذ هي من قبيل المشاهدات الروحية، و ليس لها في بحثنا هذا مجال، و المقصود: الوقوف مع الحقائق الثابتة المؤيّدة بأدلّة علمية.

فلهذا كنت قد اعتزمت على أن لا أخوض هذا البحث؛ حيطة من الوقوع فيما لم يرد به نصّ ثابت، فاقتصرت على ما أوردته من أخبارها التي تضمّ بين دفّتيها أسلوبا من البلاغة العربية، و التي تمثّل سلسلة فضائل يتّخذ منها أنموذجا ترتكز عليه شعور الأمم الحيّة، الأمر الذي جعل هذه السيدة الطاهرة في مصافّ شهيرات النساء.

فلمّا أتممت ما قصدت، و ألممت بما إليه أشرت، مع ما اندرج في طيّ ذلك من المناسبات بقدر ما وصل إليه علمي، خطر لي أن أطرق باب البحث مرّة ثانية لعلّي‌


[1]. المتناول منها كالمطبوع و بعض المخطوط، و هي أقليّة سحيقة بالنسبة لما ألّف منها في كلّ عصر.

نام کتاب : أهل البيت في مصر نویسنده : عدة من الباحثين و المفكرين المصريين    جلد : 1  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست