هارون من موسى، غير أنّه لا نبي بعدي» [1]. أمّا أمّهما، فهي ابنته (صلّى اللّه عليه و آله)، و ريحانته، و بضعة منه (صلّى اللّه عليه و آله)، و رضي اللّه عنهم جميعا، و أكرمنا بمحبّتهم.
***
وجوب محبّة آل البيت و مودتهم:
قال النبي (صلّى اللّه عليه و آله) للعباس عمّه لمّا شكا إليه نفرا من قريش، قال: «و الذي نفسي بيده، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتّى يحبّكم للّه و لرسوله» [2].
أقول: أخرجه الترمذي مسندا إلى جابر بن عبد اللّه (5: 640- 641 رقم 3730) و قال: و في الباب عن سعد و زيد بن أرقم و أبي هريرة و أم سلمة. و بسند آخر عن سعيد بن المسيّب عن سعد بن أبي وقّاص، و قال: هذا حديث حسن صحيح (3731). و أخرجه الطبراني 1: 146 رقم (328) بسنده عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه إلى قوله: «من موسى».
و يذكر أنّ حديث المنزلة من أثبت الآثار، و قد صرّح بتواتره أعلام الحديث، كالحاكم: «هذا حديث دخل حدّ التواتر» (كفاية الطالب: 283 ب 70)، و السيوطي في الأزهار المتناثرة: 76 رقم 103، و نظم المتناثر: 206 رقم 233، و إتحاف ذوي الفضائل: 169 رقم 217. و قال ابن الجوزي و الخطيب التبريزي:
«أخرجاه في الصحيحين و اتّفقا عليه» (تذكرة الخواص: 27 ب 2، مشكاة المصابيح: 17193 رقم 6078 مناقب علي (عليه السّلام)) و قد أخرجه البخاري في صحيحه 3: 1359 رقم 3503 كتاب فضائل أصحاب النبي باب مناقب علي رقم 9، و 4: 1602 رقم 4154 كتاب المغازي، غزوة تبوك، كما أخرجه مسلم في فضائله رقم (6167) كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي عن سعد. و قال ابن عبد البرّ و التلمساني: «هو من أثبت الآثار و أصحّها» (الاستيعاب 3: 340 بداية ترجمة علي (عليه السّلام)، الجوهرة في نسب الإمام علي: 14).
و ممّا يجدر ذكره أنّ الإمام أحمد قد أخرجه من طرق كلّها صحيحة، في فضائل الصحابة، مناقب علي: 2/ 567 و 569 و 592 و 633 و 956 و 960 و 1005 و 1006 و 1079 عن سعد و 598 و 642 و 1091 عن أسماء.
أقول: لم أعثر عليه في صحيح البخاري المطبوع في دار ابن كثير و دار اليمامة للنشر، لكن الحديث أورده المتقي الهندي في الكنز 11: 700 رقم (33395) و عزاه إلى أحمد و الترمذي و الحاكم عن عبد المطلب بن ربيعة، و عن الحاكم أيضا عن العباس. و قد أخرجه الترمذي في كتاب المناقب، باب مناقب العباس بن عبد المطلب رقم (3758) و قال: هذا حديث حسن صحيح، و الشجري في الأمالي 1: 157.