و قد أكّد ذلك كتاب «الكواكب السيارة» لابن الزيّات عند ما قال: إنّها تزوّجت و حصل لها أولاد، و قد انقرضت ذرّيتها، و قيل: إنّ معها في قبرها جماعة أولادها، و قيل: لم يكن بالمشهد غيرها.
توفّيت السيدة كلثوم بعد والدها القاسم الطيّب، و ذلك في نهاية القرن الثالث الهجري.
علمها و ورعها
لقد تربّت هذه السيدة صاحبة هذا المقام المنير في حجر والدها القاسم الطيّب ...
الذي قيل: إنّه كان أحفظ الناس لحديث رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، كما كتب عنه أربعمائة محبرة، و تأثّرا و تأسّيا بوالدها العالم و التقي الجليل القاسم الطيّب فقد حفظت السيدة كلثوم كلّ ما كتب عن والدها، و كانت تحدّث به بعد وفاته، و قد ذكر الإمام الرازي:
أنّ أتباع القاسم كانوا يعرفون بالطّهارة ... أمّا الأسعد النسّابة فقال كذلك: كانوا يعرفون بالكلثميّين، نسبة إلى هذه السيدة الطاهرة.
أمّا المقريزي [1] فقد وصفها في كتابه بأنّها من السيدات الزاهدات العابدات، و قد اختلط الأمر على بعض كتّاب السير و التراجم بين السيدة كلثوم و السيدة أم كلثوم ابنة الإمام محمد بن جعفر الصادق (عليهم السّلام)؛ ذلك لأنّ الأخيرة مدفونة بمشهد آخر يعرف بمشهد الضياء ... و السبب في هذا الخلط- كما تؤكّد ذلك الدكتورة سعاد ماهر [2]- أنّ كلا من هذين المشهدين موجود بطريق الإمام الليث بن سعد.
وصف المشهد
ذكر الإمام تقي الدين المقريزي في كتابه عن خطط القاهرة [3]: أنّ مقبرة أو مشهد