و مرو، و غيرها ... فذاع خبره، و بعث الخليفة إلى بلاد اليمن جندا يطلبونه، فاختفى في حيّ من بدو كثيف، فانتقض عليه أمره، و ذلك عام 220 ه.
صفاته و علمه
نظرا لاحتلال الإمام محمد الجعفري هذه المكانة الدينية داخل عقول و قلوب أصحاب مذهب الشيعة، فقد حظي بالكثير من الدراسات التي قدّمت لنا وصفا له و لغزارة علمه.
فقد وصفه المؤرّخ محمد بن الحسن الطوسي في كتابه «فهرست كتب الشيعة»، فقال عن مرحلة رجولته: و كان محمد بن جعفر شيخا من شيوخ آل أبي طالب، يقرأ عليهم العلم، روى عن أبيه (رضوان اللّه عليه) علما جمّا، فمكث بمكة مدّة [1].
أمّا الفخري فقال عنه في كتابه «الآداب السلطانية» و ذلك عند حديثه عن خلافة المأمون: و في أيامه خرج محمد بن جعفر الصادق (رضوان اللّه عليهما) بمكة، و بويع خليفة، و سمّوه أمير المؤمنين، و كان بعض أهله قد أحسن له ذلك حين رأى كثرة الاختلاف ببغداد، و ما بها من فتن و خروج الخوارج. و كان الغالب على أمر محمد ابنه و بعض بني عمه، فلم يحمد سيرتهما، و أرسل المأمون إليهم عسكرا، فكانت الغلبة له، و ظفر به المأمون، و عفا عنه [2].
وصف المقبرة
نحن نقدّم من خلال هذه الإطلالة السريعة وصفا للمقبرة التي قيل: إنّ الإمام محمد بن جعفر الصادق المعروف باسم محمد الجعفري، قد دفن بها، رغم ما قيل و يقال عن هذه المقبرة أو هذا المشهد، من أنّه ينتمي إلى مشاهد الرؤيا التي أقيمت بدون أحداث!
و لقد أقرّت هذه الصفة الدكتورة سعاد ماهر في كتابها عن المساجد و الأضرحة،