صاحبة هذا المشهد لا بدّ و أن تكون من آل البيت، و إلّا لما أقام الخليفة الحافظ القبّة الفاطمية التي ترجع إلى سنة 526 ه عليها ... و أضافت الدكتورة سعاد قولها: لذلك فإنّني أرجّح أن تكون صاحبة هذا المقام هي السيدة الفاضلة رقيّة بنت الرسول (صلّى اللّه عليه و آله)، و شقيقة السيدة فاطمة الزهراء التي تنتسب إليها الدولة الفاطمية.
لقد أكّدت معظم كتب التاريخ التي تناولت المشاهد و الأضرحة ... أنّ ضريح السيدة رقيّة رضي اللّه عنها، و الموجود حاليا بشارع الخليفة، إنّما هو من مشاهد الرؤيا، و التي لا يوجد بها جثمان صاحبة المقام، و قد استند هؤلاء الذين أشاروا إلى ذلك إلى رواية ذكرها أحد السلف الصالح و يدعى عبد اللّه بن سعيد .. و جاء فيما رواه:
أنّ الحافظ عبد المجيد طلبه في الليل، فلمّا جاءه أخبره بأنّه رأى مناما ... فقلت له:
ما هو؟ قال: رأيت امرأة ملثّمة، فلمّا سألتها: من أنت؟ قالت: بنت الإمام علي ... رقيّة! لقد جاءوا بنا إلى هذه المواضع فلم نجد بها قبرا ... فأمر ببناء هذا المشهد، فبني، و هو مكان معروف بالدعاء [1].
و قد أكّدت هذا المعنى الدكتورة سعاد ماهر حين قالت: و على أيّة حال، فسواء أ كان هذا المشهد للسيدة رقيّة صاحبة السيرة العطرة، أم رقية غيرها من آل البيت، فهي من مشاهد الرؤيا كما أجمع على ذلك كلّ المؤرّخين، مثل ابن الزيّات و السخاوي .. و غيرهما [2].
وصف الضريح
و يقع ضريح السيدة رقيّة في الربع الكبير الذي يفصل بينه و بين شارع الخليفة أو بينه و بين جامع شجرة الدرّ المقابل بابا من الحجارة، محفورا في أعلاه بيت يقول:
[1]. راجع عواصم مصر الإسلامية لحسن البزّاز 6: 241 (كتاب الشعب).