و لحبّه الشديد لزوجته رثاها بجملة قصائد ذكرها الجبرتي.
و قد مات السيد مرتضى بالطاعون، و دفن في القبر الذي أعدّه لنفسه بجوار زوجته بمشهد السيدة رقيّة [1].
و قد عدّد علي باشا مبارك مؤلّفات الشيخ مرتضى، فذكر منها الكثير، فبجانب شرح القاموس، و شرح الإحياء له كتب أخرى منها: كتاب الجواهر المنيفة في أصول أدلّة مذهب الإمام أبي حنيفة رضي اللّه عنه، و له أيضا: كتاب العقد الثمين في طريق الإلباس و التلقين، و حكمة الإشراق إلى كتاب الآفاق، و إعلام الأعلام بمناسك حجّ بيت اللّه الحرام، و رشف سلاف الرحيق في نسب حضرة الصديق، و القول المثبوت في تحقيق لفظ التابوت، و منح الفيوضات الوفية فيما في سورة الرحمن و من أسرار الصفة الإلهية، و ترويح القلوب بذكر ملوك بني أيّوب، و كثير من الكتب و المؤلّفات ذكرها الشيخ الجبرتي [2]، و لا نستطيع حصرها في هذه السطور.
مشهد عاتكة و الجعفري
و أخيرا نأتي إلى مشهدين: للسيدة عاتكة، و للسيد علي الجعفري. فبالنسبة للسيدة عاتكة فالعامة يقولون: إنّها السيدة عاتكة عمّة الرسول (صلّى اللّه عليه و آله). و لكنّ الحقيقة أنّ القبر و القبّة هما للسيدة عاتكة بنت شرحبيل، زوجة محمد بن أبي بكر، كان من المتشيّعين لعلي (كرّم اللّه وجهه)، و له موقف ضدّ الأمويّين.
و قد ولد محمد بن أبي بكر في سنة حجّة الوداع. و لموقف محمد بن أبي بكر من الأمويّين، و وقوفه ضدّهم بعد التحكيم معروف، و بعد قتل الإمام علي رحل إلى مصر، خاصّة و أنّ مصر كانت تلعب دورا خطيرا في سياسة دولة الإسلام منذ أن دخلت الإسلام.
و ثابت أنّ السيدة عاتكة كانت مع زوجها محمد بن أبي بكر في مصر، و أنّها دفنت فيها،