المعركة، سيقت السيدة سكينة مع السبايا و الأسرى إلى دمشق، و ذلك مع كلّ آل البيت.
و بعد فترة إقامتها بدمشق سمح لها يزيد بن معاوية أن ترجع إلى المدينة المنوّرة في صحبة عمّتها السيدة زينب .. و هناك أقامت مع أمّها الرباب حتّى توفّيت، فأقامت السيدة سكينة مع أخيها زين العابدين حتّى تزوّجت.
و قد اختلف الرواة و المؤرّخون في عدد أزواج هذه السيدة الطاهرة، فقيل: إنّها تزوّجت اثنين، و قيل: واحدا. على أنّ جمهور الروايات تجمع على أنّهم ثلاثة، و هم:
مصعب بن الزبير، ثم عبد اللّه بن عثمان بن عفان، ثم يزيد بن عثمان بن عفّان، و قال ابن خلّكان: إنّها تزوّجت من الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان [1].
و إذا كانت السيدة سكينة قد عاصرت مقتل والدها الإمام الحسين في معركة كربلاء، فكذلك عاصرت مصرع زوجها مصعب بن الزبير الذي تولّى إمارة المدينة عام 65 ه من قبل أخيه عبد اللّه بن الزبير بن العوّام .. فبعد أن رزق مصعب بابنته من زوجته السيدة سكينة استشهد بالعراق في عام 72 ه ضدّ جيش عبد اللّه بن مروان القادم من الشام.
و بعد رحيل زوجها لازمت السيدة سكينة طاعة اللّه بالصيام نهارا و قيام الليل، و البرّ بالمساكين و الفقراء، حتّى اختارها اللّه إلى جواره في اليوم الخامس من شهر ربيع الأول عام 117 ه عن عمر يناهز السبعين عاما.
صفاتها و علمها
أجمع المؤرّخون و كتّاب سيرة أهل البيت (رضوان اللّه عليهم) أنّ السيدة سكينة ابنة الإمام الحسين رضي اللّه عنهما كانت كلّما كبرت في سنّها من بعد مولدها، كلّما كانت تزداد تأدّبا مع نفسها و مع الآخرين، ثم مع اللّه ... هذا الأمر جعلها قد اشتهرت
[1]. يكاد ينفرد به ابن خلّكان. و قد تقدّم الحديث عن هذه المسألة.