responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أهل البيت في مصر نویسنده : عدة من الباحثين و المفكرين المصريين    جلد : 1  صفحه : 267

و إنّ من شجاعتها الأدبية أنّها كانت تتحلّى بالصبر على ما انتابها من أحزان و آلام، و أن تتحكّم في مشاعرها، و تقوى على ضبط نفسها. و استطاعت أن تحتفظ برباطة جأشها على الرغم ممّا يعتمل في نفسها من أسى ولوعة:

كرمها و ظرفها و أدبها

و كانت كريمة سخيّة، تنفق ما لديها في سماح، و كم قصدها أصحاب الحاجات، فما ضاقت بأحد منهم ذرعا.

و قد عرفنا أنّها ضاقت ذرعا ببخل زوجها زيد بن عمر العثماني، حتّى أدّى هذا الضيق إلى الفراق.

كانت السيدة سكينة في نقدها للشعر ذوّاقة للأدب، و في الوقت نفسه متصوّفة عفيفة.

و كانت تجيد قول الشعر، إلّا أنّ ما يؤثر عنها قليل، فمن ذلك قولها ترثي أباها رضي اللّه عنه:

إنّ الحسين غداة الطفّ يرشقه‌* * * ريب المنون فما أن يخطئ الحدقة

أ أمّة السوء هاتوا ما احتجاجكمو* * * غدا و جلّكم بالسيف قد صفقه‌

الويل حلّ بكم إلّا بمن لحقه‌* * * صبرتموه لأرماح العدا درقه‌

يا عين فاحتفلي طول الحياة دما* * * لا تبك ولدا و لا أهلا و لا رفقه‌

لكن على ابن رسول اللّه فانسكبي‌* * * دما و قيحا و في إثريهما العلقة [1]

و هو شعر يتّفق مع طبيعة المرأة و أسلوبها.

أمّا في نقدها للشعر فنذكر من أمثلته ما رواه صاحب الأغاني قال: اجتمع جرير و الفرزدق و كثير و جميل و نصيب في ضيافة سكينة بنت الحسين رضي اللّه عنهما، فمكثوا أياما، ثم أذنت لهم فدخلوا عليها، فقعدت حيث تراهم و لا يرونها، و تسمع كلامهم.


[1]. ذكر الزجاج هذه الأبيات في أماليه: 109.

نام کتاب : أهل البيت في مصر نویسنده : عدة من الباحثين و المفكرين المصريين    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست