أم الشهداء زينب بنت الإمام علي عليها و على أبيها السلام [1]
صافيناز كاظم
إن كنت قد قتلت بكاء عند أمّك فاطمة، فكيف يكون حالي عندك يا زينب بنت علي؟
إلّا أنّ الدموع لم تكن قطّ لترضيك، فكرهتها لمّا أتيتك، و بلعتها نارا.
و أمسكت شهقاتي، مكظومة، لأقف وراءك، أتعلّم كيف يكون الفعل حين لا يكون الوقت لائقا للبكاء، و كيف يغرق الصدق في انهمار الدمعة الكذوب من عين الذي قتل، و الذي سلب، و الذي انحاز للصمت، فجرت الدماء من تحت أنفه و لم يحرّك ساكنا، ثم أتى و الرءوس على الحراب، و الخيام محروقة، و الحرائر الكريمات سبايا، ثم أتى: يبكي!
***
حين سال النفاق دمعا و اختلط البكاء، سقطت معاني الشفقة، و أدركتها من فورك أنّ هذا البكاء مريب، فرفضت يا زينب المواساة، و رأيت العداء في النحيب، كما رأيته في النبال الساقطة على «عترة» جدّك المفدّى، و السيوف الذابحة أهل بيته،
[1]. مقتبس من كتاب «رساليات في البيت النبوي»، ط. دار الزهراء للإعلام العربي- القاهرة 1987 م.